حسن علي العمري

مصائفنا ما الذي يحدث؟

الثلاثاء - 22 يونيو 2021

Tue - 22 Jun 2021

عندما يدور الحديث عن السياحة الداخلية فلا بد أن تتوارد للأذهان مواقعها الأشهر في ربط ذهني لا شعوري، عسير، أبها، السودة، رجال ألمع، ورغم التاريخ الطويل لرحلة السياحة الداخلية وما واكبها من جهود مختلفة، إلا أن الواقع الحالي في هذه المواقع ليس جيدا بما يكفي لخلق صورة ذهنية جاذبة.

مررت الأسبوع الفارط بصحبة بعض الأصدقاء بمدينتي أبها - معبد الأفئدة وموئل الذكريات - ومنها إلى السودة ومنتجعها الشهير واستقللنا العربات المعلقة إلى المحطات السفلية، وكم كان المنظر مؤلما عندما وجدتها، المواقع المحيطة بها مغلقة وإذا بذلك الموقع الجميل - الذي كان يغشاه الناس للجلوس والاستمتاع بموقعه المتوسط بين قمم الجبال المتماهية مع السحاب عند مروره بها وسحيق وادي العوص وما قد يصاحب ذلك من هطول الأمطار في منظر بانورامي ساحر قلما تراه - وقد تحول قاعا صفصفا لا ترى فيه أي مؤشر للحياة.

سألت عن أسباب ذلك فلم أجد إجابة تشفي الغليل، ولمست الاستياء البالغ من مرتادي المكان لخلوه تماما من أي مؤشرات الحياة التي كان يعج بها ويجد فيها السائح والزائر بغيته من أماكن الجلوس وتنوع الخدمات المقدمة والاحتياجات الأساسية لمرتادي المكان، ولكون الجزء الأهم في رحلة السائح هناك لابد أن لا يكتمل إلا بالوصول لقرية رجال ألمع ذات الملامح التراثية العريقة والقصور القديمة والمسرح الروماني ومختلف المكونات الرابضة بثبات وشموخ وعراقة على مفترق طريقي الجغرافيا والتاريخ في ماضيهما وحاضرهما.

إلا أنها هي الأخرى قد تأثرت سلبا بما تم هناك لانعدام وسائل المواصلات الربطة بينهما، والتي كانت وما زالت أيضا باقية على جهود أهلها الفردية دون دعم ظاهر أو تنسيق ملموس من جهات الاختصاص، وبالتالي فقد حرم السائح من الاستمتاع بالتشكل التاريخي لها ودور الإنسان في بنائها والذي رسخته مقولة رب همة أحيت أمة المرسومة بمنتج الطبيعة على مقر العم طرشي.

ما رأيته ثمة وتحدث عنه الكثير من اختصار هذه الرحلة السياحية في حلقة دائرية واحدة تبدأ من ركوب العربات من الأعلى حتى العودة لذات المكان دون أي تغيير، هو في واقع الحال لا يعدو عن كونه غيابا للتنسيق والرؤية بين الجهة المعنية بالسياحة وجهات الاختصاص الأخرى أفضى إلى تمسك كل جهة بموقفها، ما نتج عنه ظهور هذه الخطوة التي أعادت الأوضاع إلى الخلف خطوات في وقت كنا نتطلع للسير بها إلى الأمام قليلا وفي أسوأ الأحوال بقاؤها على المستوى الذي وصلت له في الأعوام السابقة بعد تجارب كورونا وما صاحبها.

لكنني أتساءل في ظل هذه التجاذبات - إن صحت - ما هو دور إمارة المنطقة في مثل هذه الحالة ولماذا لا تتدخل لبحث أسباب ذلك والحلول الممكنة وتقريب وجهات النظر في حال كانت لا تخضع لمقتضى نص نظامي؟ ووضع الحلول المؤقتة لمثل هذا الموسم إن أمكن أو الرفع العاجل للجهات الأعلى لإقرار ما يناسب الحال ريثما تبدأ شركة السودة للتطوير أعمالها وتضع يدها على تلك المواقع وتنفذ برامجها وفق ما هو مخطط لها تنفيذه على أرض الواقع، بعيدا عن الاجتهاد الشخصي أو التنظير أو تنازع الاختصاص وتدخل كل جهة في أعمال الجهات الأخرى.

hass_qr@