وليد الزامل

السعودية وإدارة الحشود المحمولة جوا!

السبت - 22 يونيو 2024

Sat - 22 Jun 2024


ما إن ينتهي موسم الحج حتى تبدأ الاستعدادات لموسم الحج القادم.

هذه هي السعودية، سخرت إمكاناتها المادية وكوادرها البشرية لخدمة ضيوف الرحمن كل عام. إن خدمة حجاج بيت الله من أسمى الخدمات التي تعتز بها المملكة العربية السعودية، وفي كل موسم حج تتبنى الوزارات المعنية توفير خدمات جديدة وإجراءات ميسرة وأنظمة نقل متطورة، ترتقي بجودة الحياة وتقدم تجربة ثرية لحجاج بيت الله الحرام.

كما تتضافر جهود القطاعات الأمنية والصحية، والنقل والخدمات اللوجستية، لضمان صحة وأمن وراحة الحجاج على مدار اليوم.

إن الحديث عن إدارة الحشود الأرضية، وخطط نقل وتفويج الحجاج ومراحلها أصبح من الماضي.

فاليوم، تخطو السعودية خطوات نحو المستقبل، ولا سيما في توظيف التقنية الحديثة وأنظمة الذكاء الاصطناعي والمنصات الالكترونية لخدمة ضيوف الرحمن.

وفي ضوء الرؤية الوطنية 2030، أكد برنامج خدمة ضيوف الرحمن الارتقاء بتجربة الحجاج والمعتمرين، وتمكين أكبر عدد من المسلمين من أداء فريضة الحج ومناسك العمرة بسهولة ويسر.

يتبنى البرنامج جملة من المبادرات التي تسعى إلى تطوير الكوادر البشرية وتأهيل البنية التحتية، وصولا إلى رفع الطاقة الاستيعابية لأكثر من 15 مليون معتمر سنويا بحلول 2025.

لقد جاء إطلاق منصة «نسك» ليتيح لجميع المسلمين التمتع بتجربة سفر ميسرة إلى المشاعر المقدسة، وتسهيل إجراءات الحج خلال منصة الكترونية، توفر خدمات التخطيط والحجز والتقدم بطلب الحصول على تأشيرة الكترونية، وحجز الفنادق والرحلات الجوية.

يتم إنجاز كل الخدمات في المنصة الافتراضية دون تواصل مباشر بين الأفراد والمؤسسات المعنية، وذلك اعتمادا على البيانات الموثقة وأنظمة التحقق من الهوية المتقدمة، والربط الالكتروني بين القطاعات المختلفة، وصولا إلى تعزيز مستويات الشفافية والعدالة، وسرعة الإنجاز المقرونة بالموثوقية العالية.

أصبحت المنصة مثالا يحتذى به في تطويع التقنية لخدمة الإنسان والارتقاء بجودة الحياة.

وترافق هذا التطور مع توفير بنية الاتصالات العالية والخدمات اللوجستية وأنظمة الحماية والأمن المعلوماتي.

أما «مبادرة طريق مكة»، فقد تبنت تسخير أنظمة الذكاء الاصطناعي لخدمة ضيوف الرحمن لأداء مناسك حج هذا العام.

أكدت المبادرة تسهيل رحلة الحاج إلى المشاعر المقدسة، لتختفي مظاهر العناء والمشقة.

اعتمدت هذه المبادرة على تطوير الجانب الإجرائي في نقل الحجاج، بداية من استكمال إجراءات دخول حجاج بيت الله الحرام وهم في بلدانهم بعد الحصول على التأشيرة، والتأكد من شرط السلامة الصحية وبشكل الكتروني.

زُودت هذه الأنظمة بتقنيات الذكاء الاصطناعي المتطور، بما في ذلك ترميز الأمتعة وتبادل البيانات مع الجهات الأخرى، واستقبال الحجاج في صالات مخصصة بمطار الملك عبدالعزيز بجدة، ومطار الأمير محمد بالمدينة المنورة، وإيصال الأمتعة آليا إلى مقر السكن بشكل مباشر.

كما جاء إعلان وزارة النقل والخدمات اللوجستية لتوظيف التقنيات الحديثة ووسائل نقل أكثر مرونة في مواسم الحج، منها خدمة التاكسي الطائر الذي سيتولى خدمة نقل حجاج بيت الله من المطارات المختلفة إلى الفنادق في مكة المكرمة، بهدف التسهيل على ضيوف الرحمن، وتقليل حجم الكثافة المرورية خلال موسم الحج.

باختصار، المملكة العربية السعودية نجحت باقتدار في إدارة الحشود المحمولة جوا وقبلها على الأرض.

ها هي السعودية، نجاح من الأرض نحو عنان السماء.



waleed_zm@