أحمد صالح حلبي

إبداع تجمع مكة الصحي في الحج

الاحد - 23 يونيو 2024

Sun - 23 Jun 2024


«تطوير خدمات الحجاج لا نهاية له».

شعار حمله قادة المملكة منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز (يرحمه الله)، وسار عليه أبناؤه من بعده: سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله (رحمهم الله)، والتزم به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله)، وهذا ما نراه متمثلا في كل موسم حج مع قدوم الحجيج للبقاع الطاهرة.

جاء برنامج خدمة ضيوف الرحمن، والذي أطلقه المليك المفدى في رمضان 2019، ليؤكد مضمون الشعار ويسهم في إحداث نقلة نوعية جديدة في خدمة الحجاج، خلال رؤية المملكة 2030 التي تدعو إلى جعل رحلة الحج ميسرة وإثرائية، يخرج منها الحاج بذكرى خالدة.

شكل برنامج خدمة ضيوف الرحمن فرصة لكل القطاعات الحكومية والأهلية، لتقديم أفضل ما لديها من خدمات لضيوف الرحمن، والعمل على إعداد البحوث والدراسات للوصول إلى الأفضل.

لذلك، ليس غريبا أن نرى خلال موسم حج هذا العام الخدمات الصحية بمستوى راق وجودة عالية.

فالاهتمام بها بدأ مع بداية تأسيس المملكة، حيث أمر الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - وتحديدا في 1343هـ، بتأسيس مصلحة الصحة العامة في مكة المكرمة، والتي تحولت في 1344هـ إلى مديرية عرفت باسم مديرية الصحة العامة والإسعاف.

جاءت الخطوة التالية خلال نظام إدارة الحج الصادر في 20 ربيع الأول عام 1345هـ، إذ دعت المادة الـ13 منه بالاهتمام بصحة الحاج، ونصت على أنه: «على المطوف إخبار مديرية الصحة العامة فيما إذا طرأ مرض على أحد الحجاج، فيخبر عنه إدارة الصحة لمعاينته فورا، وعلى إدارة الصحة إجراء وظيفتها نحو ذلك».

فيما منحت المادة الـ32 إدارة الصحة العامة صلاحية إجراء التفتيش ومطالبتها بـ»أن تجري التفتيش بصورة مستمرة على عموم الدور التي يسكنها الحجاج، وأن تضع على كل غرفة إشارة إلى العدد الذي يمكن إسكانه من الحجاج في تلك الغرفة، وأن تجرى المعاينة على صحة الحجاج في دورهم بصورة مستمرة».

اليوم، نرى كثيرا من الإبداعات التي يقدمها أبناء الوطن في كل المجالات، لتوفير أفضل الخدمات لضيوف الرحمن. لذلك، ليس غريبا أن نرى الخدمات الصحية المقدمة بهذه الصورة المتنوعة الجامعة بين عيادات طبية وتخصصية، وصيدليات، ومراكز غسيل الكلى، وغرف العناية المركزة، ووحدات العزل، إضافة إلى إجراء عمليات قلب مفتوح، وقسطرة قلبية، ومركز متخصص لضربات الشمس والإجهاد الحراري، مجهز بمرشات رذاذ مركزية ومراوح رذاذ.

يكتمل الإبداع الصحي بـ3 مشاريع ابتكارية صحية في مستشفيات تجمع مكة الصحي بالمشاعر المقدسة، لتؤكد أن هناك كوادر وطنية قادرة على الإبداع والتألق، متى ما وجدت الفرصة والمجال متاحين أمامها.

فكانت العيادة الافتراضية الابتكارية، كـتقنية طبية تقدم تجربة صحية متطورة وسهلة الاستخدام، وهي عبارة عن كبسولة صحية تقدم خاصتين رئيستين:
- الفحص الذاتي، إجراء فحوص ذاتية فورية، لقياس علامتك الحيوية الأساسية خلال دقائق.

- التواصل مع الطبيب، يمكن التواصل مع الطبيب (فيديو)، واستعراض نتائج الاختبارات.

تلاها تطبيق فارميني، وهو «تطبيق يضع حلولا مبتكرة لتحديات المعلومات الدوائية، للأفراد الذين قد لا تكون لديهم إمكانية الوصول الفوري إلى متخصصي الرعاية الصحية، والذين قد يجدون صعوبة في العثور على المعلومات بسبب قيود اللغة».

وتطبيق المساعد الصحي تطبيق يستخدم الذكاء الاصطناعي، ويقدم خدمات التثقيف الصحي لضيوف الرحمن بلغات عدة، بمحتوى معتمد من وزارة الصحة.

وإن شكلت هذه الخدمات والمنتجات تطورا للرعاية الصحية المقدمة لضيوف الرحمن، فإن التطور الحقيقي رأيناه متمثلا في الكوادر الوطنية من أطباء وطبيبات وهيئة تمريضية وفنية وإدارية، إضافة إلى طلاب وطالبات كلية الطب بجامعة ام القرى، والمتطوعين والمتطوعات بجمعية الهلال الأحمر السعودي، وغيرهم من الذين حرصوا على المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن دون النظر لما يجنونه من عائد مالي، فكسب الأجر والمثوبة هو الشعار الذي حملوه وجعلوه هدفهم الأول، مقتدين بقيادتهم الحريصة على خدمة ضيوف الرحمن، والسهر على أمنهم وسلامتهم.


ahmad_helali@