التخطيط للنقل وقيادة المرأة للسيارة!!
السبت - 08 يونيو 2024
Sat - 08 Jun 2024
إن عملية التخطيط العمراني تؤكد على بناء تصور مستقبلي للمدن مرتبط بإطار زمني بناء على الموارد المتاحة وتوظيفها بالشكل الأمثل.
تشمل عملية التخطيط عدة مراحل بداية من توليد الأفكار، وصياغة السياسات العمرانية ومواءمتها مع الأهداف التنموية العليا.
ويعد تخطيط النقل أحد مجالات التخطيط العمراني الهامة والتي تتناول تطوير السياسات المستقبلية لقطاع النقل بما في ذلك النقل اللوجستي.
خطة النقل تبدأ من مراجعة السياسات العليا المتمثلة بالخطة الوطنية، وتحليل البعد الإقليمي ثم المحلي.
يأخذ تخطيط النقل في عين الاعتبار جملة من الاعتبارات الهامة في المدينة مثل استعمالات الأراضي، والبنية التحتية، ونمو السكان، والموارد المتاحة، واتجاهات التنمية العمرانية.
ويتبع هذه المرحلة تحديد أبرز التحديات المستقبلية في قطاع النقل ووضع السياسات اللازمة لمعالجتها وتطوير مخططات تفصيلية ترتبط بالمخطط الاستراتيجي للمدينة.
تتطلب مرحلة توليد خطة النقل جلسات عصف ذهني جماعية يتم فيها استنطاق الحلول بتجرد بعيدا عن أي إطار اجتماعي أو ثقافي أو اقتصادي.
ما أعنيه أن هذه الأفكار الأولية يتم توليدها دون قيود فما يرفضه المجتمع اليوم قد يكون مقبولا في المستقبل.
تعلمت في التخطيط أن التفكير المنطقي يجب أن يكون بعيدا عن أي سياقات أو دوافع شخصية، فالمخطط العمراني يجب إلا يكون راديكاليا ليفرض آراءه على المجتمع أو يقلل من أفكار الآخرين مهما كانت سطحية في نظره.
قبل حوالي ربع قرن وفي مرحلة دراسة البكالوريوس في «التخطيط العمراني» كنا نتحاور في فرضية وضعها الأستاذ الدكتور صالح الفوزان أستاذ مقرر 312 «تخطيط النقل» حول كيفية التعامل مع قضايا النقل عند السماح بقيادة المرأة في السعودية.
كان ذلك في عام 1998م أي قبل قرار السماح بقيادة المرأة الفعلي بعقود من الزمن.
وهو ما يؤكد حقيقة أن المخطط العمراني يتعامل مع القضايا الحضرية المستقبلية ليضع لها سياسات واستراتيجيات تستجيب لاحتياجات السكان والأهداف التنموية العليا.
السؤال يستوجب افتراض مجموعة من الإشكالات الحضرية والتعامل معها بما في ذلك قضية الازدحام المروري، والنقل العام، وخصوصية المرأة، وتخطيط مواقف السيارات.
اجتمعنا في طاولة واحدة وبدأنا بتوليد الأفكار فقال أحد الطلاب أن قيادة المرأة للسيارة يعني زيادة في معدل ملكية السيارة وبالتالي علينا قياس قدرة استيعاب الطرق الحالية للتدفقات المرورية المستقبلية والبناء على ذلك عند وضع سياسات النقل المستقبلية.
أما زميلي الآخر فأكد أن معدلات ملكية السيارة سوف تبقى كما هي ضمن المعدلات الطبيعية فالزيادة التي سوف تحدث يعقبها نقصان نتيجة تخلي العديد من الأسر عن استقدام السائق الخاص.
أما أحدهم فرأى من الأهمية تطوير المعايير والمعدلات التخطيطية الخاصة بمواقف السيارات بما فيها مساحة الموقف وعروض الشوارع لتسهيل إيقاف المركبات.
في حين جادل أحد الطلاب في أهمية وضع خطة عاجلة لبدائل النقل المستقبلية بما فيها الحافلات وتشجيع الجميع على استخدامها بما يتلاءم وخصوصية المرأة.
وفي المجمل، أكدت معظم الآراء على أهمية تطوير بنية النقل في المدن والمراكز الحضرية وتنويع بدائل النقل كي تتلاءم مع كافة احتياجات أفراد المجتمع بما فيها المرأة.
باختصار، علينا أن نكون سباقين في وضع التصورات التنموية المستقبلية موضع التنفيذ ومعالجة الإشكالات الحضرية بعيدا عن الحلول المؤقتة أو تلك القائمة على ردود الأفعال!
waleed_zm@
تشمل عملية التخطيط عدة مراحل بداية من توليد الأفكار، وصياغة السياسات العمرانية ومواءمتها مع الأهداف التنموية العليا.
ويعد تخطيط النقل أحد مجالات التخطيط العمراني الهامة والتي تتناول تطوير السياسات المستقبلية لقطاع النقل بما في ذلك النقل اللوجستي.
خطة النقل تبدأ من مراجعة السياسات العليا المتمثلة بالخطة الوطنية، وتحليل البعد الإقليمي ثم المحلي.
يأخذ تخطيط النقل في عين الاعتبار جملة من الاعتبارات الهامة في المدينة مثل استعمالات الأراضي، والبنية التحتية، ونمو السكان، والموارد المتاحة، واتجاهات التنمية العمرانية.
ويتبع هذه المرحلة تحديد أبرز التحديات المستقبلية في قطاع النقل ووضع السياسات اللازمة لمعالجتها وتطوير مخططات تفصيلية ترتبط بالمخطط الاستراتيجي للمدينة.
تتطلب مرحلة توليد خطة النقل جلسات عصف ذهني جماعية يتم فيها استنطاق الحلول بتجرد بعيدا عن أي إطار اجتماعي أو ثقافي أو اقتصادي.
ما أعنيه أن هذه الأفكار الأولية يتم توليدها دون قيود فما يرفضه المجتمع اليوم قد يكون مقبولا في المستقبل.
تعلمت في التخطيط أن التفكير المنطقي يجب أن يكون بعيدا عن أي سياقات أو دوافع شخصية، فالمخطط العمراني يجب إلا يكون راديكاليا ليفرض آراءه على المجتمع أو يقلل من أفكار الآخرين مهما كانت سطحية في نظره.
قبل حوالي ربع قرن وفي مرحلة دراسة البكالوريوس في «التخطيط العمراني» كنا نتحاور في فرضية وضعها الأستاذ الدكتور صالح الفوزان أستاذ مقرر 312 «تخطيط النقل» حول كيفية التعامل مع قضايا النقل عند السماح بقيادة المرأة في السعودية.
كان ذلك في عام 1998م أي قبل قرار السماح بقيادة المرأة الفعلي بعقود من الزمن.
وهو ما يؤكد حقيقة أن المخطط العمراني يتعامل مع القضايا الحضرية المستقبلية ليضع لها سياسات واستراتيجيات تستجيب لاحتياجات السكان والأهداف التنموية العليا.
السؤال يستوجب افتراض مجموعة من الإشكالات الحضرية والتعامل معها بما في ذلك قضية الازدحام المروري، والنقل العام، وخصوصية المرأة، وتخطيط مواقف السيارات.
اجتمعنا في طاولة واحدة وبدأنا بتوليد الأفكار فقال أحد الطلاب أن قيادة المرأة للسيارة يعني زيادة في معدل ملكية السيارة وبالتالي علينا قياس قدرة استيعاب الطرق الحالية للتدفقات المرورية المستقبلية والبناء على ذلك عند وضع سياسات النقل المستقبلية.
أما زميلي الآخر فأكد أن معدلات ملكية السيارة سوف تبقى كما هي ضمن المعدلات الطبيعية فالزيادة التي سوف تحدث يعقبها نقصان نتيجة تخلي العديد من الأسر عن استقدام السائق الخاص.
أما أحدهم فرأى من الأهمية تطوير المعايير والمعدلات التخطيطية الخاصة بمواقف السيارات بما فيها مساحة الموقف وعروض الشوارع لتسهيل إيقاف المركبات.
في حين جادل أحد الطلاب في أهمية وضع خطة عاجلة لبدائل النقل المستقبلية بما فيها الحافلات وتشجيع الجميع على استخدامها بما يتلاءم وخصوصية المرأة.
وفي المجمل، أكدت معظم الآراء على أهمية تطوير بنية النقل في المدن والمراكز الحضرية وتنويع بدائل النقل كي تتلاءم مع كافة احتياجات أفراد المجتمع بما فيها المرأة.
باختصار، علينا أن نكون سباقين في وضع التصورات التنموية المستقبلية موضع التنفيذ ومعالجة الإشكالات الحضرية بعيدا عن الحلول المؤقتة أو تلك القائمة على ردود الأفعال!
waleed_zm@
