ماجد بن نويصر

هل يعرف الحوثي ما هو مقدم عليه؟!

الأربعاء - 22 نوفمبر 2023

Wed - 22 Nov 2023

عندما تم إعلان إطلاق الحوثيين لصاروخ بالستي على إسرائيل واستهدافهم السفن الأمريكية والإسرائيلية في مضيق باب المندب، أصبحت المنطقة مرة أخرى على وشك الانفجار.

هذا العمل الخطير يشكل تحولا غير متوقع في تكتيكاتهم واستراتيجياتهم، ويمثل تهديدا للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وقد يؤدي إلى تصاعد التوترات وزيادة احتمالات اندلاع نزاعات أكبر.

إن هذه الأعمال لها آثار كبيرة على الأمن الإقليمي والدولي، وتتطلب تحليلا شاملا للوضع والاستجابات المحتملة.

قد ينظر إلى دخول الحوثيين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على أنه خطوة استراتيجية لتوسيع نفوذهم الإقليمي ومواءمة أنفسهم بشكل أوثق مع الجهات الفاعلة الأخرى في «محور المقاومة».

ومع ذلك، فإنه يأتي أيضا مع مخاطر كبيرة.

علاوة على ذلك، فمن خلال التعامل المباشر مع إسرائيل، يضع الحوثيون أنفسهم في معارضة مباشرة للعديد من الدول القوية، بما في ذلك الدول الغربية، التي تدعم إسرائيل.

وقد يؤدي ذلك إلى مزيد من العقوبات والعزلة، مما يعقد جهود المجموعة للحصول على الاعتراف والدعم على الساحة الدولية.

إيران، التي تعتبر داعما رئيسا للحوثيين، لم تكن صريحة في موقفها من دخول الحوثيين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

قد يكون هذا بسبب العديد من العوامل.

أولا: قد يكون هناك حرص على تجنب التورط في معركة أكبر وأكثر تعقيدا في الشرق الأوسط.

ثانيا: إيران قد ترغب في تجنب التسبب في تصعيد العداءات مع الدول الغربية والعربية، التي قد تشدد العقوبات وتزيد من التوترات الإقليمية.

ويمكن النظر إلى صمت إيران أو مراوغتها بشأن هذه القضية على أنها خطوة استراتيجية للحفاظ على نفوذها الإقليمي مع تجنب المزيد من التدقيق الدولي.

وتتعرض إيران لضغوط دولية مكثفة بسبب برنامجها النووي ودعمها لمختلف الجهات الفاعلة غير الحكومية في الشرق الأوسط.

ومن خلال تجنب التدخل المباشر في الصراع بين إسرائيل وحماس، ربما تحاول إيران تجنب إعطاء الدول الأخرى المزيد من الأسباب لمعارضتها.

إيران لديها تاريخ طويل في الدعم العسكري والمالي للحوثيين، ولكنها تحافظ على موقفها الصامت والمتملص في الوقت الحالي.

هذا يمكن أن يعكس استراتيجية محددة من جانب إيران لتجنب التورط المباشر في الصراع.

ومع ذلك، يمكن أن يكون هذا الصمت أيضا نتيجة للضغوط الدولية، خاصة في ظل العقوبات القاسية التي تم توجيهها ضد النظام الإيراني.

بصفة عامة، يعكس تملص إيران ودخول الحوثيين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني التطورات المشتتة والمتقلبة في الشرق الأوسط.

فهو يشير إلى تعقيد الصراعات الجيوسياسية والأيديولوجية في الشرق الأوسط ويشير أيضا إلى أن القوى الإقليمية والدولية مستمرة في اللعب بأوراقها الاستراتيجية في هذه الأوضاع الغامضة.

إن دعم إيران للحوثيين أمر معروف، ويمكن تفسير صمتها على أنه موافقة ضمنية على تصرفات الحوثيين.

وقد يؤدي ذلك إلى الإضرار بعلاقات إيران مع الدول الأخرى في المنطقة.

ومن المرجح أن ترد إسرائيل، المعروفة بالتزامها بحماية أمنها وسيادتها، بحزم وحسم.

وقد يشمل هذا الرد عمليات عسكرية محدودة أو غارات جوية على منشآت الحوثيين العسكرية في اليمن دون إعلان المسؤولية، كتلك التي تنفذها ضد الميليشيات الإيرانية في سوريا، بهدف إضعاف قدراتهم العسكرية وتقويض قدرتهم على استهداف إسرائيل.

أما من الجانب الأمريكي فمن المحتمل أن يتضمن الرد تدابير عسكرية ودبلوماسية.

قد يشمل الرد العسكري زيادة الأمن البحري في مضيق باب المندب ونشر أنظمة الدفاع الصاروخي المتقدمة.

دبلوماسيا قد تستعمل الولايات المتحدة استراتيجية الضغط على الدول الداعمة للحوثيين، مثل إيران، والبحث عن حل سياسي للنزاع في اليمن.

إذا استمر الحوثيون في المشاركة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فقد يتغير الحوض السياسي للشرق الأوسط بشكل جذري.

وفي ظل هذه الظروف، من الصعب توقع النتائج النهائية لدخول الحوثيين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

قد يؤدي ذلك إلى تصعيد العنف وتعقيد الأوضاع السياسية أكثر فأكثر، أو قد يؤدي إلى تحولات استراتيجية معينة في الساحة الإقليمية.

وفي كلا الحالتين، الجدير بالملاحظة أن الإدارة الإيرانية تظل في موقف حساس، حيث يتعين عليها التوازن بين دعم حلفائها والحفاظ على الاستقرار الإقليمي والعلاقات الدولية.

MBNwaiser@