فهد عبدالله

10 نصائح أخرى إلى خريج

الاثنين - 08 مارس 2021

Mon - 08 Mar 2021

في المقال السابق تحدثت عن بعض النصائح المتعلقة ببيئة العمل الوظيفي، والتي سألني عنها أحد الأصدقاء يدرس في السنة الأخيرة من الجامعة، وكتبت عشر نصائح قد يكون من المفيد الرجوع إليها قبل قراءة النصائح العشر الأخرى في هذا المقال، ليكتمل نصابها في عشرين نصيحة، أرجو أن تكون مفيدة:

11. لا تطغى أهمية المحفزات الخارجية التي تأتي إليك من الشركة أو المنظمة التي تعمل بها على تلك المحفزات الموجودة في داخلك، فهذه الثابتة دائما وغيرها متحرك، بكل بساطة الاعتماد على المحفزات الخارجية فقط قد يؤدي بك يوما ما إلى ما يعرف بالاحتراق الوظيفي الذي في بعض حالاته قد يذهب إلى الاكتئاب.

12. أنواع الفرص ثلاثة: فرصة تمنح لك وفرصة تراها وتذهب إليها وفرصة أنت من يصنعها، الذي يشب عن الطوق عادة هو من يصنعها، ليس ذلك فقط في مجال العمل الوظيفي، بل في مجالات الحياة المختلفة.

وانظر في قصة عكاشة رضي الله عنه عندما صنع أعظم فرصة حياتية تخطر على قلب بشر.

13. بمناسبة الحديث عن الفرص، تعلم واقرأ وصحح المسارات الذهنية والسلوكية جيدا حول تلك المصطلحات الذي ذكرها معلم الأجيال ستيفن كوفي فيما يتعلق بعقلية الوفرة وعقلية الندرة، التي مفادها أن صاحب عقلية الوفرة يعلم أن الكون به عدد لا نهائي من الفرص، وأن كل إنسان ميسر لما خلق له، فلا يكترث أبدا بما يحصل للآخرين من الفرص التي يستحقونها، بينما عقلية الندرة تعتقد أن الفرص محدودة ولا بد من الاقتتال والمنافسة بأي شكل كانت فضلا عن مخلفاتها من الغيرة والحسد وملحقاتها.

14. أعتقد أنك لن تجد موظفا واحدا لم يمر ببعض الإشكالات الوظيفية المختلفة أيا كان نوعها، فإذا مررت بمثل هذه الإشكالات أيا كان عمرها الزمني فتذكر جيدا أن حالة الألفة القديمة التي تكونت مع نزول الراتب آخر الشهر جعلته أمرا غير ملفت ومستحضر للنعمة التي منّ الله بها عليك، وبالطبع شكر هذه النعمة لا يتنافى مع تصحيح الأوضاع وحل الإشكالات والاستمرار راكضا في طريق الطموح.

15. قد أتفهم أن يستمر الموظف في أداء عمله بعد انتهاء وقت الدوام، إما لظروف طارئة في العمل أو استثناءات أخرى، ولكن إذا أصبحت هذه الحالة وكأنها هي الأصل والخروج بعد الدوام هو الاستثناء فهذا نوع من عدم التوازن مع مفردات الحياة الأخرى، المشكلة أنها في بعض الأحيان تلبس ثوب المثابرة والاجتهاد والشغف، ولربما خلف هذا الثوب لا يوجد تركيز أو حسن إدارة للأولويات.

بالمناسبة استمرارية هذا السلوك مضر للشركة التي تنتمي لها على المدى البعيد.

16. التخطيط الجيد الذي يأخذ حقه في الوقت والتفكير والإعداد يقيك مصارع التخبط في التنفيذ، سواء كان ذلك على المستوى الشخصي أو الجماعي، حرق مرحلة التخطيط أو الاهتمام بها بشكل عابر ستجعل من المخرجات والإضافات النوعية أيضًا إنجازات وإضافات عابرة، فتش في معطيات الإنجازات العظيمة التي لها أثر كبير، ستجد أن التخطيط كان له حظ كبير في ظهورها بهذه العظمة.

17. احرص كثيرا على إجادة مهارة العمل بذكاء (ٍSmart Work) أكثر من العمل بطريقة العمل الجاد (Hard Work) لأنها كفيلة بأن تصنع إنجازات أكثر في وقت أقل، وإن كنت أعتقد عمليا بأنه لا يمكن الوصول لمرحلة العمل بذكاء دون المرور بمرحلة العمل الجاد.

18. احرص دائما على أن تكون اجتماعات العمل اجتماعات قصيرة يتم فيها مناقشة المخرجات فقط قدر الإمكان، ولا تجعلها نوعا من الأنشطة العملية التي يتم فيها عمل المخرجات، بالتأكيد هذا يعني التحضير الجيد لها وتحديد أجندة الاجتماع بوضوح قبل انعقادها.

19. احرص كثيرا يا صاحبي على أمرين، وأعتقد أنهما سيساعدانك كثيرا في جانب التطوير الشخصي، وهما التعلم في بيئة العمل من أي شخص كان سواء كان أكبر منك أو أصغر، والأمر الآخر هو أخذ التغذية الراجعة بطرقها المختلفة من الآخرين، فالأولى أضفت فيها عقلا إلى عقلك وتجربة إلى تجاربك، والثانية تريك نفسك بأعين الآخرين، وكأنها تعبئة فراغات تحليل سوات الشخصي (ٍSWOT Analysis).

20. أخيرا، مهما كانت الإحداثيات التي يقولها لك من هم في بيئة العمل، مثل هذا المقال أو ما شابهه من نصائح، ستبقى حبيسة العقل لديك ما لم ترها العين المجردة، ولكن من خلال التعلم والتجربة فإن تلك المفاهيم والمبادئ وحسن النظر للأمور الحياتية بشكل عام ستكون تهيئة مسبقة للأحداث التي قد تحدث بالمستقبل، ويقيني الجازم بأن من لديه تهيئة مسبقة ليس كمن يبحث عنها بعد وقوع الأحداث.

أرجو لك يا صاحبي حياة مهنية مبهرة وسعيدة.

@fahdabdullahz