برجس حمود البرجس

شركة السودة للتطوير

الثلاثاء - 02 مارس 2021

Tue - 02 Mar 2021

أصبحنا كل شهر نترقب الإعلان عن مشروع جديد أو شركة تطوير جديدة وأحيانا إعلانين كل شهر أو أكثر؛ ما إن سعدنا بسماع خبر إعلان مشروع «ذا لاين»، أتى بعده إطلاق استراتيجية مشروع تطوير الرياض، ومن ثم خبر قصر تعاقد الجهات الحكومية على الشركات العالمية التي لها مركز إقليمي بالمملكة، ثم خبر تأسيس بنك المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وسعدنا مؤخرا بخبر إعلان «شركة السودة للتطوير».

الأخبار هذه جميعها مع ما سبقها وما هو قادم بمثابة مكونات للوجه التنموي والاجتماعي والثقافي الجديد للمملكة العربية السعودية والذي يتوقع اكتماله بمشيئة الله عام 2030.

أعلن ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان الأسبوع الماضي بصفته رئيسا لمجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة عن إطلاق «شركة السودة للتطوير» في منطقة عسير، والشركة مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة وتستهدف الاستثمارات لتطوير القطاع السياحي في منطقة عسير الجميلة.

هذا الإعلان يأتي بعد عدة إعلانات تعني بالسياحة والترفيه والتراث حيث سبق وأن أعلن عن صندوق التنمية السياحي ومشاريع نيوم والبحر الأحمر ومشروع أمالا والعلا والقدية وغيرها من المشاريع الأخرى السياحية والترفيهية والتراث والآثار.

لا شك أن هناك إعلانات كثيرة لمشاريع تنموية أخرى في الصناعات والتعدين والتقنيات والخدمات اللوجستية، ولكن حديثنا اليوم عن المشاريع السياحية والترفيهية.

الاستثمارات المتوقعة لشركة السودة للتطوير تتجاوز قيمتها 11 مليار ريال وتشمل تطوير البنى التحتية والتجهيزات لجعل منطقة عسير أكثر استيعابا وتمكينا للسياحة والترفيه من خلال العمل في منطقة السودة وأجزاء من محافظة رجال ألمع الجذابة للسياح لتصبح وجهة للسياحة الجبلية بمناخها الصيفي الرائع ومرتفعاتها الشاهقة والطبيعة الخلابة والأجواء الخيالية حيث تضم منطقة عسير أعلى قمة في المملكة بارتفاع 3000 متر فوق سطح البحر.

الشركة ستعمل على مشاريع للسياحة والترفيه وتقدم مرافق سكنية حيث تستهدف الشركة تطوير 2700 غرفة فندقية وتطوير 1300 وحدة سكنية وتطوير 30 مشروعا تجاريا وترفيهيا، والاستثمار في تطوير البنية التحتية بأكثر من 20 مشروعا بقيمة تتجاوز 3 مليارات ريال.

يستهدف هذا العمل استقطاب مليوني زائر محلي ودولي سنويا بحلول عام 2030م، وستساهم الشركة بالمشاركة بالناتج المحلي الإجمالي (التراكمي) بحوالي 29 مليار ريال بالشراكة مع المستثمرين والقطاع الخاص والعام. ويتوقع أن يولد هذا العمل 8000 فرصة وظيفية مباشرة وغير مباشرة بحلول عام 2030م.

تستهدف المشاريع المعنية بالسياحة والترفيه جذب سياح أجانب وسياح خليجيين وسياح محليين، وأيضا جذب عوائل سعودية كانت تذهب للسياحة خارج المملكة، وأيضا تشارك المملكة في مزاحمة دول أخرى في أفضل الأماكن سياحيا والآثار ومستهدفات الحياة الفطرية، وجميع ذلك يصب في زيادة مشاركة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي وإيرادات الدولة وتوفير الوظائف للمواطنين والمواطنات.

لا شك أن السياحة الدينية للحرمين الشريفين في مناسبتي الحج والعمرة تحظى باهتمام من قبل الجهات المعنية واللجان والمجالس العليا، وكذلك مشاريع ترميم وتطوير المساجد التراثية، والملاحظ أن مشاريع ومبادرات رؤية المملكة 2030 تكاملية ولم تترك جزءا أو فرعا إلا واهتمت به وضمنته ضمن مشاريع التطوير المختلفة، بالإضافة إلى ما ذكره ولي العهد قبل شهر بأن جميع مناطق المملكة سيكون لها خطط واستراتيجيات لتطويرها.

ننعم في هذا البلد المعطاء بقيادة رشيدة ورؤية وطموحات تعانق السماء، المملكة تعمل على تطوير الصناعات والتقنيات، وبنفس الوقت تعمل على جوانب عديدة جل اهتمامها بجودة الحياة والرفاهية، هذا المشروع أحد مكونات الرؤية ونسأل الله العلي القدير التوفيق لاكتمال تنفيذ جميع المشاريع والخطط.

Barjasbh@