دخيل سليمان المحمدي

بين سندان حداثة التخرج ومطرقة الخبرة

الأربعاء - 28 أكتوبر 2020

Wed - 28 Oct 2020

يعيش خريجو الجامعات الباحثون عن العمل بين شرط حداثة التخرج الذي تشترطه مكاتب التوظيف، وشرط الخبرة التي تشترطها الشركات، شرطان متناقضان لا يمكن حصول أحدهما مع الآخر، فكيف يستوفي شرط الخبرة حديثو التخرج؟ حيث لا تحصل الخبرة إلا بالعمل، وهناك من الشركات من يحدد عدد سنوات الخبرة، وهذا أراه خطأ، لما فيه من التركيز على الكم دون النظر إلى الكيف، فهناك من لديه خبرة لعشرات السنوات حفظ بها نظاما واحدا يتقنه من مارس العمل به لشهر أو شهرين، فممارسة العمل تقيم بالكيف وليس بالكم.

أرى أن مفهوم الخبرة العملية المطلوبة لا يعني كم السنوات التي قضاها الشخص في مزاولة العمل بتخصص ما، إنما تكون بما يتمتع به من مفاهيم ومقدرة على تطبيق المهارات التي اكتسبها و تعلّمها في حياته - التعليمية أو العملية - في مجال العمل الذي يتقدم إليه.

معظم إعلانات الشركات الوظيفية تشترط الحصول على عدد معين ومحدد من سنوات الخبرة لشغل الوظيفة (ربما يكون هذا الشرط تعجيزا وتبريرا للحصول على تأشيرات عمالة خارجية)، لأن الشاب السعودي المتقدم لا يمتلك الخبرة على حد زعمهم، فشرط الخبرة أكبر عائق يواجه الشباب السعودي الباحث عن الوظيفة، وهو ما يدعو لضرورة قيام الجهات المسؤولة عن الشركات بإلزامها بتوفير معاهد تدريبية إعدادية للموظفين المستجدين، لتعمل على تأهيلهم خلال فترات زمنية محددة، ليتمكنوا من أداء العمل المطلوب منهم خلال التدريب والتعلم وهم على رأس العمل بعقد متدرب.

أخيرا، شكرا لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لطرحها برامج خاصة للخريجين، تمكنهم من اكتساب المهارات، ولكن أتمنى أن يكون هناك توجيه قوي يساعد أبناءنا للخروج من الدائرة المغلقة التي تقول: الوظيفة تحتاج إلى خبرة والخبرة تحتاج إلى وظيفة.