توظيف الخريجين حلم تجهضه اللغة والخبرة

حدت صعوبة الاشتراطات التي تضعها الشركات لتوظيف الشباب والشابات السعوديين بخبراء ومختصين في قطاع التوظيف لوصفها بـ”التعجيزية”، وعدوا واقع التوظيف صادما لحديثي التخرج ممن تشترط عليهم الشركات توفر اللغة الإنجليزية والخبرة لتحقيق حلم العمر.
حدت صعوبة الاشتراطات التي تضعها الشركات لتوظيف الشباب والشابات السعوديين بخبراء ومختصين في قطاع التوظيف لوصفها بـ”التعجيزية”، وعدوا واقع التوظيف صادما لحديثي التخرج ممن تشترط عليهم الشركات توفر اللغة الإنجليزية والخبرة لتحقيق حلم العمر.

الخميس - 16 يناير 2014

Thu - 16 Jan 2014


حدت صعوبة الاشتراطات التي تضعها الشركات لتوظيف الشباب والشابات السعوديين بخبراء ومختصين في قطاع التوظيف لوصفها بـ”التعجيزية”، وعدوا واقع التوظيف صادما لحديثي التخرج ممن تشترط عليهم الشركات توفر اللغة الإنجليزية والخبرة لتحقيق حلم العمر. وتعليقا على ذلك، يرى عضو جمعية حقوق الإنسان، المشرف العام على وقف البركة الخيري بمكة المكرمة محمد كلنتن أن واقع توظيف الشباب والشابات صادم خاصة للخريجين الجدد. وأضاف “أتألم لحال الباحثين عن وظائف الذين يصطدمون بشروط التوظيف، من شهادات خبرة وإلمام باللغة الإنجليزية تحدثا وكتابة، وانسحب ذلك حتى على وظائف السوبر ماركت، الأمر الذي يؤثر كثيرا في طموح الشباب ورغبتهم في العمل، ولو كانت شهادات الخبرة تباع لاشتروها بغية إكمال التوظيف”. ووجه كلنتن اقتراحا للمسؤولين عن الشركات، مفاده إخضاع الشباب للتدريب بغرض إكسابهم الخبرة المطلوبة، ويمكن أن يكون ذلك خلال فترات إجازة موظفيهم، مع مكافأة لدعمهم بدلا من الفراغ والبطالة.

بدورها، أوضحت وكيلة كلية المجتمع ـ قسم العلوم الإدارية بجامعة أم القرى الدكتورة سمية آل شرف أن شرط الخبرة يصد الشباب والشابات عن الوصول إلى الوظائف المتاحة في القطاعين العام والخاص، واعتبرته شرطا هاما للشركات، كونها بحاجة إلى كفاءات قادرة على إدارة العمل لتحسين مخرجاته، إلا أن صعوبة هذا الشرط وعدم مرونته مع المبتدئين تخلق فجوة كبيرة بين سد حاجة الوظائف وتعيين الشباب المبتدئين عليها. وأشارت إلى أن الحل يكمن في تحقيق موازنة بين الخبرة العلمية والمجال العملي عبر التدريب، وقالت إن هناك حلولا يمكن أن تضمن للمؤسسة شغل الوظيفة بالكفاءة المطلوبة من جهة، ومساعدة الشباب المبتدئ من جهة أخرى.

من جهتها، تؤكد مدخلة البيانات بمركز إيلاف للاستشارات، إيمان بهاء، أن اشتراط خبرة ثلاث سنوات أو إجادة الإنجليزية تحدثا وكتابة للخريج الجديد أمر يفوق طاقة طالب العمل، وتساءلت “من أين للشاب أو الفتاة حديثي التخرج الحصول على الخبرة، إن لم تمنحهم الشركات فرصة للتدريب واكتساب الخبرة المطلوبة؟”.

ومن مطاردي حلم الوظيفة أيمن محمود الذي أكد أنه تقدم بطلب عمل لنحو 15 وظيفة، اتفقت جميعها في طلب الخبرة، وتساءل: كيف لي بخبرة وأنا تخرجت للتو في الجامعة؟، وهذا جعلني أعيش قلقا تجاه مستقبلي الوظيفي”، وطالب وزارة العمل بإيجاد حل لموضوع شهادة الخبرة للخريجين، مشيرا إلى أن عددا من مسؤولي الشركات والمؤسسات يصرحون بأنهم يوظّفون الشباب من خلال مقابلات شخصية لاختيار الأكفأ، بينما الحقيقة أن الوظائف تكون محجوزة مسبقا للمعارف أو لمن يملكون الواسطة.

وتقدمت الباحثة عن عمل، هنادي عبدالله، باقتراح لحل قضية طلب الخبرة للخريجين بقولها “أرى أن تستبدل شهادة الخبرة باختبار قدرات أثناء التوظيف، وهذا سيسهم في اختيار الأفضل من بين المتقدمين للوظيفة”.