عبدالله محمد الشهراني

المضيف/ة .. التصور الخاطئ!

الأربعاء - 27 فبراير 2019

Wed - 27 Feb 2019

تكوّن لدى المجتمع تصور خاطئ عن مهنة «المضيف الجوي». تصور اختزل المهنة في تقديم الوجبات والعصائر فقط. ويؤسفني أن أقول إن هذا التصور أصبح راسخا لدى نسبة كبيرة من أفراد المجتمع، وربما يعود السبب إلى إعلانات بعض شركات الطيران التي رسخت هذا التصور الخاطئ. والإعلام المتخصص «الغائب» لعب هو الآخر دورا سلبيا في هذا الموضوع. مهنة «المضيف الجوي» قديمة تجاوز عمرها الـ 100 سنة، لها مسؤوليات ومهام كثيرة وفي غاية الأهمية. صحيح أن تقديم الوجبات والعصائر من بين تلك المهام لكنه لا يصل إلى 10% من المجموع الكلي لمهام ومسؤوليات المضيف الجوي.

ولتسهيل التصور الصحيح لهذه المهنة سوف أسرد بعض مهامها ومسؤولياتها وفقا لمراحلها الثلاث، أولا «قبل وصول المسافرين»: حيث يقوم المضيف/ة بتفقد مقصورة الركاب ويتأكد من تواجد كل معدات السلامة وصلاحياتها للاستخدام «طفايات الحريق، حقيبة الإسعافات الأولية، أسطوانات الأكسجين... إلخ»، أيضا يتأكد من خلو الطائرة من أي شيء غريب «حقيبة، سلاح، قنبلة... إلخ»، كذلك يتأكد من نظافة المقصورة وتوافر كافة متطلبات الرحلة من «نشرات سلامة، مجلات، وسادات وبطانيات، وجبات». ومن الأمور المهمة قبل وصول المسافرين التأكد من جاهزية المقاعد وأنها تعمل وغير متعطلة «ظهور المقاعد، الأحزمة، شاشات الترفيه، طاولات الطعام».

نأتي للمرحلة الثانية «وصول المسافرين»: تبدأ بمساعدتهم في الوصول إلى المقاعد المخصصة لهم، ووضع أمتعتهم في الأدراج العلوية، ودور آخر مهم جدا، وهو مساعدة ذوي الإعاقة وكبار السن والمرضى، وذلك باستقبالهم من الباب المخصص لهم ومرافقتهم إلى مقاعدهم. وبعد صعود الركاب يقوم المضيفون بشرح تعليمات السلامة لهم، وإرشادهم إلى أماكن مخارج الطوارئ، وإعطاء شرح بسيط للمسافرين المتواجدين بالقرب من تلك المخارج عن دورهم في حال حدوث أي خطر. قبل الإقلاع والهبوط يتأكد «المضيف/ة» من جاهزية الركاب والمقصورة «الأحزمة مربوطة، دورات المياه خالية من الركاب، النوافذ مفتوحة، المقاعد ومرفقاتها في الوضع المناسب، عربات الأطعمة وغيرها محكمة ومثبتة»، بعد إطفاء علامة ربط الأحزمة يقوم المضيفون بتقديم الوجبات ومراقبة المقصورة بين الحين والآخر لضمان عدم حدوث أي مخالفات تؤذي الركاب أو تؤثر على ممتلكات شركة الطيران «مشاجرات، تدخين، إزعاج (شيلات)، العبث بالمقعد أو الشاشة». المرحلة الثالثة «مغادرة المسافرين»: توديع المسافرين، ثم تفقد المقصورة لضمان خلوها من أي حقيبة أو جسم غريب. أخيرا وليس آخرا كتابة تقرير عن الرحلة إذا تطلب الأمر.

المضيف/ة حقيقة (له الجنة)، إذ إن عمله يتطلب منه التعامل مع كل أطياف المجتمع بتباين أخلاقهم ونفسياتهم وأعمارهم وطبقاتهم. يتعامل معهم بكل أدب وبابتسامة عريضة (طبعا المسافر روميو يفهم هذه الابتسامة غلط والمسافرة جوليت كمان). بكل أمانة مساحة المقال لا تستوعب مهام ومسؤوليات المضيف/ة التي تصل حتى إلى دور الطبيب، فهو مسعف لأغلب الحالات، ودكتور ولادة (داية) في بعض الأحيان.

إن المهمة الأساسية للمضيف/ة هي سلامة المسافرين أثناء الرحلة وفي حالات الطوارئ، ولمعرفة هذا الدور المهم واقعيا وليس نظريا فقط أنصح بمشاهدة فيلم «سولي Sully».

التصور الخاطئ

مهمة المضيف/ة هي تقديم الوجبات والعصائر

المهمة الأساسية للمضيف/ة

سلامة المسافرين

المضيف/ة يمارس مهام عدة

  • صحية

  • سلامة

  • أمنية

  • ترحيب

  • إنسانية




ALSHAHRANI_1400@