أحمد صالح حلبي

من يرشد المعتمرين؟

الخميس - 05 أبريل 2018

Thu - 05 Apr 2018

عقب صدور قرار مجلس الوزراء رقم 93 وتاريخ 10 / 6 / 1420هـ بالموافقة على نظام خدمات المعتمرين وزوار المسجد النبوي الشريف القادمين من خارج المملكة، أصبحت وزارة الحج والعمرة طرفا رئيسا في متابعة خدمات المعتمرين وتوفيرها بشكل جيد منذ وصولهم لأراضي المملكة حتى مغادرتهم لها، فتساوت خدمات المعتمرين مع الخدمات المقدمة للحجاج، سواء كانوا من حجاج الداخل أو الخارج، وإن اختلف مقدمو الخدمة، غير أن الوزارة تحملت المسؤولية كاملة، فألغي الفكر السائد لدى البعض بأن دور وزارة الحج والعمرة يقتصر على خدماتها خلال موسم الحج الذي لا يتجاوز الثلاثة أشهر.

ورغم مضي قرابة العقدين على صدور نظام خدمات المعتمرين ودخول تنظيمات ولوائح تناولت المعتمرين وخدماتهم، إلا أن قضية تنظيم رحلات المزارات ما زالت تسير وفق نهجها التقليدي، فلم تلزم وزارة الحج والعمرة مؤسسات وشركات خدمات المعتمرين بالتعاقد مع مكاتب الإرشاد السياحي لتنظيم هذه الرحلات، وباتت الرحلات وتنظيمها معتمدين على حافلات تنقل المعتمرين والزوار للمواقع دون وجود مرشد مؤهل يوضح تاريخ كل موقع.

والمؤسف أن مكاتب الإرشاد السياحي الخاضعة لإشراف الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ما زالت تقف دون حراك، فلم تجد دعما جيدا من الهيئة أو غيرها من القطاعات الحكومية، رغم أن الفقرة الثالثة من المادة الرابعة من تنظيم الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الصادر بقرار مجلس الوزراء رقم 78 وتاريخ 16 / 3 / 1429هـ بالموافقة على تنظيم الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أشارت إلى «الاشتراك مع الجهات ذات العلاقة فيما يتصل بتنظيم الأنشطة والمهن السياحية التي لها علاقة باختصاص تلك الجهات».

ويبقى أمل أصحاب مكاتب الإرشاد السياحي في تحرك عملي تقوم به الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، لتفعيل اتفاقيات التعاون التي تمت مع بعض الجهات في القطاعين الحكومي والخاص بالمملكة، وتضمنت إبرام شراكات استراتيجية مع تلك الجهات للمساهمة بدور علمي ومهني لتطوير صناعة السياحة، وكذلك المساعدة في الاكتشافات الأثرية والحفاظ عليها في جميع مناطق المملكة، خاصة بعد أن وضعت الهيئة منهجا وقواعد لتحقيق الاستفادة القصوى بين الطرفين.

وغياب المنظمين والمرشدين السياحيين في رحلات المعتمرين ومزاراتهم يعطي انطباعا لدى المعتمرين بعدم امتلاك المواطن السعودي معلومات تاريخية جيدة عن البلد، وعدم وجود جهة حكومية تتولى مسؤولية الحفاظ على الآثار والمناطق السياحية وتوفير خدمات المرشدين.

إن موسم الحج والعمرة من أهم العوامل التي تنعش السياحة وبرامجها، وإن ظلت مكاتب الإرشاد السياحي بعيدة عن خدمات الإرشاد السياحي للمعتمرين والحجاج فإن هذا يعني ضياعا لكوادر سعودية مؤهلة.

وإن استمرت مسيرة تغييب المرشد السياحي للمعتمرين والحجاج فإن هذا يعني ضياع برنامج سياحة قادرة على إظهار المواقع السياحية السعودية بأنواعها الثقافية، والحضارية، والبيئية.

[email protected]