مانع اليامي

الصحة.. التحول.. الوقت

الاحد - 25 فبراير 2018

Sun - 25 Feb 2018

الذي يمكن أن يقال بثقة هو إن برنامج التحول في القطاع الصحي يهدف إلى تحسين الخدمات الصحية من خلال تجويد النظام الصحي، وفي مثل هذه الحالة تظهر الحاجة إلى كفاءات مهنية قادرة على إدارة عمليات التحول لتحقيق أهداف البرنامج على أساس معرفي ومهني، بمعنى أن الشروع الآن وليس غدا في تكوين قيادات التحول من المختصين في مجال الرعاية الطبية والإدارة الصحية بتفرعاتها ضرورة قصوى.

بصراحة يغالط نفسه من يظن أن ملف التحول الصحي لا يستدعي مصارحة الوزارة نفسها، البرنامج بحسب فهمي المتواضع يقع في نطاق قاعدة «تخفيف العبء الاقتصادي والاجتماعي»، الهدف عظيم والغاية المباشرة تتعلق بحماية صحة الناس، وتحسين الخدمات المقدمة لهم، إذن المهمة ليست سهلة، حقيقة يقابلها مع بالغ الأسف اعتقاد البعض داخل القطاع الصحي وخارجه أن التحول لا يخرج عن تسليم الخدمات الصحية لشركات حكومية.

عموما، البداية بحجر الزاوية – القيادات الإدارية – نعم حققت الوزارة الكثير من النجاحات وفيها قيادات يشار إليها بالبنان، غير أن المرحلة تستدعي مزيدا من النجاح والكثير من التميز.

المراد أن المستشفيات التي لم تجهز نفسها بالخطط التحضيرية للتحول إلى الآن سيسرقها الوقت، وربما تتعثر في أكثر من طريق. ولمديري المستشفيات أقول اصنعوا الفرق، أمامكم تحديات وفرص، والبداية من خلق بيئة عمل محفزة تنطلق من تقوية عود الموارد البشرية، فمتى كان الأداء احترافيا يضمن حقوق المنشأة وحقوق العاملين بعدالة تمددت الإيجابيات، وظهر الأثر في أداء العاملين، وإلى ذلك مباشرة أقسام الطوارئ أصحاب السعادة مديري المستشفيات حيث إن المتفق عليه هنا وهناك هو أن قسم الطوارئ في كل مستشفى يمثل الواجهة عطفا على الدور الهام في مجال العناية الطبية الفورية، وتحديدا مسار إنقاذ الحياة، ويبقى المؤكد في السياق أن العمل في الطوارئ مجهد ولا يخلو من التحديات، ومرد ذلك إلى توسع الأمراض ذات الطابع المفاجئ مثل الإغماء والذبحة القلبية وأيضا حوادث الطرق والحرائق. الثابت أن أقسام الطوارئ تتعامل مع الحالات الطارئة والحالات العاجلة المتمثلة على سبيل المثال في الحروق والكسور أيضا الآلام الحادة التي تتعرض فيها حياة المصاب أو المريض للتهديد، وبحسب الثقافة السائدة، وهي في شكل تحالف مهني اجتماعي تحت عنوان السائد والمألوف، تستقبل في الوقت نفسه الحالات العادية، مثل أوجاع الظهر المزمنة والتهابات الحلق والحنجرة، وآلام الأذن في العطل الأسبوعية، وبعد أوقات دوام المراكز الصحية – حالة للدراسة والكلمة لكم، ورأيي «لا تنتظروا الغد، بل اصنعوه» وقد تهيأت لكم كل الفرص باختصار كلفوا emergency committee بالوقوف على تفاصيل الواقع لزوم تحديد نقاط الضعف والقوة، اسألوا اللجنة نفسها عن حجم العمل، وخطة احتواء انفعالات المرضى والمرافقين، افحصوا مسار التحويل الرأسي والأفقي لقسم الطوارئ، ومن المهم بل الأهم تسريع اتخاذ القرارات العلاجية.

الحديث ذو شجون، ولن أقول لكم شيئا عن تقييم المعدات الطبية والأجهزة واللوازم الطبية ومدى ملاءمتها لعدد المراجعين في إطار خطة احتواء التكاليف، راجعوا ملف تدريب وتعليم العاملين بأقسام الطوارئ، راجعوا مخصص التدريب، اصنعوا الفرق، رعاكم الله.. وبكم يتجدد اللقاء.

[email protected]