أحمد صالح حلبي

سواعد الحي التطوعي يا تلفزيوننا

السبت - 24 فبراير 2018

Sat - 24 Feb 2018

لم يحالفني الحظ لحضور انطلاق فعاليات فريق «سواعد الحي» بمكة المكرمة الذي انطلق الأسبوع الماضي، لوجودي خارج المملكة حينها، ولم يمنعني غيابي عن متابعة أعمال الفريق ونشاطاته في أيامه الأولى، فعبر وسائل التواصل الاجتماعي أمكنني التعرف على الكثير من الأعمال التي قدمها البرنامج في أيامه الأولى.

وازداد فخري بانضمام نخبة من رجال وسيدات المجتمع المكي من رجال الأعمال وعمد الأحياء وأعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى، فضلا عن مشاركة مجموعة من الشباب والفتيات المتطوعين والمتطوعات، ليشكلوا فريق عمل هدفه خدمة مكة المكرمة وقاصديها من معتمرين وحجاج.

و«سواعد الحي» نبع من فكرة طرحتها المرشحة لعضوية المجلس البلدي الأستاذة غزيل العتيبي، وتبنى تنفيذها مركز حي المسفلة، برئاسة الخلوق العميد متقاعد محمد منشاوي.

وبين طرح الفكرة وتنفيذها فترة قصيرة، لم نسمع فيها عن اجتماعات عقدت أو لجان شكلت، كما هو الحال في العديد من الاجتماعات التي تعقد واللجان التي تشكل لدراسة الأفكار، فكل ما تم هو عقد اجتماعين أو ثلاثة، وخرجت الفكرة إلى الواقع العملي، معتمدة على متطوعين يقدمون خدماتهم، بشكل يليق بأبناء وبنات مكة المكرمة، موضحين للجميع مكانة أم القرى في الأفئدة.

وإن كانت أعمال الفريق متعددة، فإن أبرزها ما تركز حول إزالة الصور السلبية بالشوارع والطرقات سواء كانت على شكل كتابات على الجدار أو سيارات خربة تشوه منظر الشارع أو تعوق حركة المركبات، أو أرصفة بحاجة إلى نظافة واهتمام وتشجير.

وحظي المشروع في انطلاقته بدعم وتشجيع عدد من رجال الأعمال وعمد الأحياء، وبدعم بعض القطاعات الحكومية التي قدمت تسهيلاتها وجندت إمكانياتها لإيمانها بالدور الذي يقوم به الفريق وأعضاؤه لخدمة مكة المكرمة، وإظهارها بمظهر يليق بها كمدينة مقدسة.

ورغم ما قدمه البرنامج من خدمات في بداياته الأولى واهتمام، إلا أنه غاب عن الإعلام بكافة وسائله، فلم ينل منها الاهتمام المتوقع!

فكيف يمكننا حث الناشئة والشباب على الانخراط في الأعمال التطوعية ونحن لم نسع لدعمهم وتشجيعهم؟

إن ما نأمله من وسائل إعلامنا - خاصة تلفزيوننا بقنواته المتعددة - أن يعمل على دعم وتشجيع البرامج التطوعية، فكم من شاب وفتاة واصلا مسيرتهما، نتيجة لدعم وتشجيع نالاه من الإعلام، وكم من شاب وفتاة أصيبا بإحباط نتيجة غياب الدعم والتشجيع عنهما.

وأملنا أن نجد بين برامج قنواتنا التلفزيونية برامج خاصة تهتم بالشباب تعمل على دعمهم وتشجيعهم، فهم أمل المستقبل وحاملو شعلة التطوير والارتقاء، وإن تعذر ذلك فهناك برنامج «صباح السعودية» الذي يمكن استقطاع جزء منه للشباب وبرامجهم التطوعية.

فهل ينال «سواعد الحي التطوعي» الدعم الذي ننشده من تلفزيوننا.