صوروا الطفل من أجل الضحك!

الاثنين - 08 يناير 2018

Mon - 08 Jan 2018

المشاكل التي تحدث ممن يعملن في مجال التمريض نحو المرضى، خاصة كبار السن والأطفال، ليست مقتصرة على الوطن العربي أو حتى ما يسمى بالعالم الثالث، إنما المشاكل التي تحدث في غرف المرضى يمكن أن تشكل صورة نمطية عالمية، تحدث في أي مكان حول العالم سواء في العالم المتقدم الحديث، أو العالم الذي يعاني من الفقر أو العنف أو السياسة أو الاضطراب الاجتماعي للبلد.

لكن الشيء الذي علينا أن نرتكز عليه في دول العالم الثالث أو العالم العربي أن الدين يلعب دورا أكثر أهمية وقيمة لربما من الدستور الشخصي لأي من العاملين في مجال الطب أو التمريض، وهو ما يمكن أن يعطي آباء وأمهات المرضى الشعور بالأمن والطمأنينة وهم يتركون صغارهم الرضع، أو أولياء أمورهم من كبار السن تحت رحمة الله، ثم عناية الممرضات والممرضين لهم.

الحقيقة، في العالم العربي نحن لا نخاف من هيئة التمريض، نحن نخشى دوما من إهمال الطبيب المعالج بسبب كثرة انشغالاته وإشرافه على أعداد كبيرة من المرضى، ومتابعة أدق تفاصيل علاجهم، على الأخص بعد إجراء العمليات، فالعديد منا سمع بإهمال بعض الأطباء، وعدم رعايتهم بشكل كامل لمرضاهم، وذلك بسبب الضغوط الهائلة التي يواجهونها بشكل يومي، مما لا يمكن لهم استثمار أوقاتهم بصورة صحيحة.

لكن هذه المرة وبسبب توفر وسهولة استخدام وسائل التصوير، وسرعة وصولها عبر مختلف قنوات التواصل الاجتماعي، فقد شاهدنا جميعا الفيديو المثير للأسى، حينما قامت إحدى الممرضات بالعبث بوجه طفل رضيع في أحد مستشفيات الطائف، في ظل تعالي ضحكات من ممرضات أخريات كن متواجدات معها على ما يبدو. وأثار المقطع الذي انتشر بشكل واسع غضب رواد شبكات التواصل الاجتماعي، وقد وجهت صحة الطائف بالتحقيق ومعرفة المستشفى، ومن ظهر في المقطع وإحالتهم للتحقيق، والذي نتج عنه سحب تصريح من الممرضات وفصلهن عن العمل.

قصص إهمال الممرضات عديدة، وربما والدا الطفل هما الأكثر حظا لأنهما شاهدا ما حدث لابنهما الرضيع بالصوت والصورة بدلا من خداعهما بأن ابنهما بخير فيما لو حدث له مكروه، «بعيد الشر».

أذكر أن إحدى الصديقات وقد كانت تعمل في مستشفى حكومي، قررت زيارة جدها – يرحمه الله - في ذات المستشفى الذي تعمل فيه، وحينما دخلت على جدها وجدته ميتا، ولم يتنبه إليه أحد من الممرضين رغم مرور عدد من الساعات على وفاته!

وزارة الصحة التي شكلت لجنة واتخذت قرارا صارما بشأن الممرضات، أظن الفصل لن يكون كافيا أو حتى رادعا، يجب على جميع المستشفيات الحكومية والخاصة والوحدات الصحية والمستوصفات أيضا، إعطاء دورات مختلفة بين حين وآخر لجميع العاملين في الشأن الصحي، وإدراك مدى خطورة التهاون بصحة المرضى.

من جرائم الممرضات حول العالم

1 تورطت الممرضتان «غواندولين»و «كاثي وود» اللتان عملتا في دار للمسنين في الولايات المتحدة بقتل 5 سيدات في ولاية ميتشجان في فترة الثمانينات

2 اشتهرت ممرضة الأطفال الأمريكية «جنيني جونز» بالوحشية المفرطة، إذ تورطت في قتل 46 طفلا ورضيعا في الفترة بين 1980 و 1982 في مستشفى سان أنتونيو، وكانت تحقن الأطفال بمادة «هيبارين»، وحكم عليها بالسجن 99 عاما

3 صدر حكم قضائي بإعدام الممرضة البريطانية «ماري آن كوتون» لقتلها حوالي 21 شخصا بمادة الزرنيخ السامة

4 الممرضة «كريستيان غيلبرت» حكم عليها بالسجن مدى الحياة لأربع مرات متتالية، بعد إدانتها بقتل عدد من مرضاها عن طريق حقنهم بمادة مخدرة تؤدي إلى توقف النبض، سعيا وراء الشهرة والأضواء

SarahMatar@