محمد أحمد بابا

الزبادي

الاحد - 31 ديسمبر 2017

Sun - 31 Dec 2017

حين يتحدث أحدهم عن أمر بأنه عادي (زي اللبن في الزبادي)، ربما زاد سامعه وقال (وزي البنات في المعادي)، وربما لو علمت بذلك الفنانة (لطيفة) لصدحت تقول (إنها لا تحب الحب العادي)، وتزيد (بأنه إما أبيض أو أسود لكن مو رمادي).

فلا نستغرب إن سمعنا أحدهم ونحن نلوك هذا الأمر ونعجنه بأن يقول لنا:

- ما أنتم فيه تفاهات والناس وصلت القمر

- ما أجرأكم على الخلق والفضيلة بذكر البنات

- ما أكثر تعصبكم تلمزون معادي مصر

- ما أغواكم تستشهدون بقول مغنيات

- ما أقصر همتكم لا تفكرون إلا في بطونكم

- ما أقل وطنيتكم لا تتحدثون عن الميدان

أجد مما سبق مثالا أن (موضوعية) اختلاف الآراء والنقد وتبادل النقاش في ساحات مواقع التواصل الاجتماعي استقطابية نحو (فجع الذيب ولا قتله) كأنك في مسار مليء بحفر، وأحدهم يصيح عليك انتبه.. انتبه.. انتبه، حتى تفقد تركيزك فتصدمك سيارة مسرعة بدل الوقوع في حفرة صرف صحي بجدة.

ربما قال أحدهم هنا: تذكر (جدة) يعني مكة ما فيها حفر ولا الرياض خالية من المشكلات أم إن حائل جنيف العرب، ولا تقصد تبوك إنها مسفلتة بالذهب؟ ماذا تقصد؟ اعترف! بالتأكيد عندك نوايا خايسة؟ اطلع لي برا الموقع إن كنت رجلا؟

أف.. أف.. أف.. كل هذا من كلمة!

الله المستعان.. لست رجلا، ولا أستطيع أن أكون رجلا بهذه الطريقة يا عم.. يا محترم.

- ضاع أصل الموضوع وتفرق دمه بين (القبائل).. والله إنها (ورطة).. ربما خرج من يتهمني بأنني (قبلي) متعصب.. أو لأنني (طرش بحر).. أمثل (بالقبيلة).. وربما صنفت مع الذين يسعون في الأرض فسادا بالخروج عن إطار (السليم).

إذن.. سأختار خيار العامة (من خاف سلم).. لكن ربما تكون كلمة (العامة) جارحة لبعضهم.. وكأنني (مسوي نفسي خاصة) وبقية الناس عامة.. إذن أنا (طبقي) بامتياز أسعى لتفريق أواصر محبة المجتمع.. يا ويلي.. يا ويلي.

إِيش صار على الزبادي؟ فين الزبادي؟ المشكلة لو قلنا (مراعي) زعل (الصافي) ولو قلنا (نادك).. قالوا ما عندك انتماء (فينك يا حليب السعودية).

صدق من قال (اللي اتلسع من الشوربة ينفخ في الزبادي).. برضو (زبادي).. عادي جدا فاللبن في الزبادي زبادي.

albabamohamad@