أحمد صالح حلبي

غياب الطب المنزلي!

الخميس - 14 ديسمبر 2017

Thu - 14 Dec 2017

انحصرت الأخبار المتعلقة بوزارة الصحة في جانبين هما الجانب السلبي الذي يتناول الأخطاء الطبية، وغياب الأدوية، وبعض الظواهر السلبية داخل المستشفيات والمرافق الصحية. أما الجانب الآخر فيتعلق بأخبار الوزارة المنحصرة في تنفيذ حملات التطعيم، وعدد الحالات التي استقبلتها المستشفيات خلال شهر بهذا المستشفى أو ذاك، إضافة إلى أخبار تتعلق بعدد المواليد وعدد الوفيات بنفس الشهر، ومقارنتها بأعداد العام الماضي. وقلما نقرأ خبرا أو تحقيقا صحفيا يتضمن خدمة تقدمها الوزارة للمواطنين والمقيمين، سوى تلك التي تنشر في شهر رمضان المبارك وموسم الحج عن الخدمات الإسعافية في المشاعر المقدسة. وبين السلبيات المسجلة بحق وزارة الصحة وما يمكن القول بأنه إيجابيات محققة، يبقى الإعلام الصحي بوزارة الصحة بعيدا عن الكثير من القضايا التي يحتاج المواطن إلى معرفتها، فدور الإعلام الصحي يبدو أنه غدا منحصرا في اجتماعات تعقد هنا وأخرى هناك، وبحوث طرحت ودراسات قدمت، فيما تغيب النتائج والتوصيات.

وفي ظل الغياب الذي تشهده بعض مرافق وزارة الصحة وخدماتها، يأتي برنامج الطب المنزلي، وهو برنامج إنساني قبل أن يكون صحيا، يجمع بين الخدمة الصحية والعلاجية للمرضى داخل منازلهم، وقد مضى على تنفيذه قرابة العشر سنوات، لكنه بعيد ومجهول لدى الكثيرين.

وقبل أيام مضت توقفت أمام هذا البرنامج متسائلا عن خدماته المقدمة، فأوقفني أحد العاملين به موضحا أنه عبارة عن «مجموعة من الأنشطة والخدمات الطبية (علاجية، وقائية، توعوية، تأهيلية واجتماعية) تقدم لفئات معينة من المرضى بين أهليهم وذويهم في أماكن إقامتهم وفق معايير محددة وآلية عمل من خلال فريق طبي مؤهل لهذا الغرض».

فهدف البرنامج كما وصلني «تقديم رعاية صحية للمرضى في منازلهم وتعزيز شعورهم بالأمان والاطمئنان في محيط أسرتهم دون الحاجة للتواجد في المستشفى بعد استقرار حالتهم، ومساعدة المرضى على استعادة عافيتهم بشكل أفضل من النواحي (الجسمية – النفسية – التأهيلية – الاجتماعية)، وتجنب العدوى التي قد تحدث أثناء تواجدهم لفترات طويلة في المستشفى، والحد من مشقة زيارات أقارب المرضى في المستشفيات، والإقلال من مراجعة المرضى للمستشفيات وأقسام الطوارئ للحصول على خدمة طبية ممكن تنفيذها في منزل المريض، والمساهمة في نشر الوعي الصحي والإرشادات الصحية للمريض وأسرته من خلال الفريق الطبي أثناء تقديم الخدمة، وتسهيل حصول المحتاجين من المرضى على أجهزة طبية بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة في القطاعات الحكومية والخاصة والمؤسسات الخيرية».

وبين معلومة وصلتني وأخرى غائبة، ما الأسباب التي تجعل وزارة الصحة تحجم عن إبراز مثل هذه البرامج والإفصاح عنها ليكون المواطن على علم بها؟ وهنا أتوقف حائرا، ملتزما الصمت، فلا إجابة أملكها، لكنني أقول بأن خير إجابة لكل سؤال يطرح، هو العمل على تفعيل إعلام وزارة الصحة ليواكب الأحداث ويبرز الخدمات، وإن كان من حق المواطن انتقاد الوزارة واتهامها بالتقصير، فمن حق الوزارة شكرها على خدماتها.

وآمل من مديرية الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة، التي كتمت أخبار برنامج الطب المنزلي وغيبتها أن تسعى لوضع لوحة إرشادية على مقر الطب المنزلي بمستشفى النور التخصصي، ليسهل الوصول إليه، مع خالص الشكر والتقدير لكافة العاملين بهذا البرنامج المتجولين بين المنازل لراحة المرضى.

[email protected]