نحن لسنا مجرد شخوص في رواية

الاثنين - 04 ديسمبر 2017

Mon - 04 Dec 2017

لم أجد امرأة في العالم حظيت بكامل الاهتمام حتى بطرف عباءتها مثل المرأة السعودية، وهي تستحق بلا شك كامل الاهتمام وأيضا الأضواء، ولكن ما إن نشرت شابة صغيرة رواية مهلهلة ضعيفة المحتوى تحت اسم «بنات الرياض»، حتى رحب بها العالم بأسره، ووجدت تصفيقا هائلا، لكون الرواية قد كشفت عن ما يدور في مجتمع صاحب خصوصية بالغة، لا يريد لنسائه أن يظهرن في العلن، رغم ذلك لم ترغب المرأة السعودية في استغلال هويتها، وتحاول التكسب المالي لإشباع نهم العالم بما يدور في حياتها الخاصة، شيئا فشيئا.. بدأ العالم ينسحب من دائرة الفضول إثر السماح للمرأة بقيادة السيارة، حينها اكتشف الكثيرون بأن المرأة السعودية هي امرأة مثل بقية النساء، وربما حياتها الخاصة أفضل بكثير من حيوات العديد من النسوة في العالم المتقدم.

ماذا كان يريد العالم معرفته عن المرأة السعودية؟ هل تغطية وجهها خيارها أم خيار أسرتها؟ هل تستطيع اختيار تخصصها الجامعي دون وصاية؟ وهل هي بهذا الصخب من الجمال الفاتن، الذي يجعل أمر ظهورها على القنوات الفضائية أو الصحف والمجلات في غاية الصعوبة؟ متناسين أنها كائن بشري حالها مثل حال أي امرأة في العالم، لها ما لها وعليها ما عليها، وأنها في معظم الأسر السعودية هي قلب وروح فؤاد والدها، ولا يسمح قائد الأسرة والوصي عليها لأي يد بالمساس بها وبمشاعرها، بل أحيانا يفرط بدلالها للحد الذي لا يصدق.

أسدل الستار الآن عن الخوض في حياة المرأة السعودية، لم يعد العالم يريد أن يعرف أكثر، وربما لم تعد تهمه قضيتها، حينما استوعب أن ما يدور في كواليسها، يجعل الكثيرات يرغبن أن يصبحن في مثل مقامها وحياتها. العالم استطاع أن يفهم إلا أن هناك ثمة رأسماليين لم يكتفوا من محاولة التربح من قضية المرأة السعودية، وهو ما شاهدناه خلال الفترة الماضية، حينما قرأنا عن خبر تحويل رواية الكاتبة السعودية سارة العلوي «سعوديات» إلى مسلسل تلفزيوني، الغريب في الموضوع أن محتوى الرواية لا يمكن أن يتطابق مع ما تعايشه المرأة السعودية من نضج نفسي وعقلي في الوقت الآني، الأمر الآخر أن القائمين على العمل بأكمله من ممثلين وممثلات وحتى المخرج غير سعوديين، مثل هذه الأعمال تستطيع أن تفهم أنها من أجل جلب مكاسب مادية لا غير، والسكوت عن هذه المهزلة إعلاميا اعتبره وصمة بائسة في دستورنا الشخصي.

1 أصدرت الكاتبة السعودية سارة العليوي روايتها الأولى »سعوديات« عام 2006

2 مخرج المسلسل هو الأردني إياد الخروز

3 أكثر ما أغضب السعوديين أن هناك فنانة كالت لفتيات السعودية الكثير من الاتهامات الأخلاقية ورغم ذلك ستؤدي دور فتاة سعودية

4 وزير الإعلام مطالب بالاطلاع على سيناريو المسلسل حتى لا يكون هناك أي مساس أخلاقي يقلل من قيمة المرأة السعودية

5 الإعلام السعودي تغيب عن الحضور والدفاع عن كيان المرأة السعودية وكأن شأن المرأة السعودية لا يعنيه

6 المرأة السعودية لا تختلف عن نساء العالم، فهي متفوقة وناجحة وقائدة وملهمة وعاملة في أهم قطاعات الدولة

SarahMatar@