عبدالغني القش

المسابقات القرآنية وحفاظنا.. وواجب جهاتنا!

الجمعة - 13 أكتوبر 2017

Fri - 13 Oct 2017

منذ نشأة بلادنا وهي تولي كتاب الله جل العناية والاهتمام، وتحيط القرآن الكريم بكافة أصناف الرعاية، فتم إنشاء جمعيات التحفيظ منذ زمن مبكر، حيث كان ذلك قبل نحو خمسة وستين عاما، ومنها إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، وتقيم العديد من المسابقات لتلاوة وحفظ القرآن الكريم كمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية، ومسابقة الملك سلمان وغيرها من المسابقات في كافة مناطق المملكة، سواء لطلاب التحفيظ أو للجهات العسكرية والمدنية، وتمنح العديد من الجوائز وتدعمها ماديا ومعنويا.

وفي الأسبوع الماضي حقق الطالب عبدالله صلاح الصاعدي إنجازا قرآنيا جديدا لبلادنا، وذلك عندما حقق المركز الأول في المسابقة الدولية على مستوى أوروبا والتي أقيمت بكرواتيا، وهو طالب في الجامعة الإسلامية، وأحد خريجي جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة.

كما اختتمت قبل يومين وتحديدا يوم الأربعاء الماضي مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية بمكة المكرمة، وحصد المركز الأول ابن من أبناء هذه البلاد وهو الطالب أحمد بن عبدالعزيز العبيدان.

مثل هذه النماذج يفترض العناية بها وإبرازها وتكريمها، ومن ثم الإفادة منهما في الحرمين الشريفين والمساجد الكبرى ليفيدا الناس من تلاوتهما وما حباهما به من نداوة صوت وحسن أداء وتجويد لكلام الله، وفي هذا إكرام لهما وتشجيع لغيرهما.

الواقع لا يشي بذلك، وقد حضرت الأسبوع الماضي الحفل الذي أقامه أحد رجال الأعمال بالمدينة المنورة الأستاذ مدني سليمان الأحمدي تكريما للطالب عبدالله الصاعدي، بعد غياب الجهات التي كانت هي الأولى بالاحتفاء بالطالب ومنجزه الذي يجير لبلادنا بشكل عام.

ثم جرتني الذاكرة لأعوام مضت عندما حقق الطالب عبدالله عواد الجهني (إمام وخطيب المسجد الحرام الحالي) المركز الأول في مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية، ولم يحتف به أحد سوى معهده الذي كان يدرس به آنذاك.

ومن فضل الله على كاتب هذه السطور أن مثل هذين النموذجين كانا من طلابه في الجامعة، ومعهما الدكتور أحمد بن علي الحذيفي وغيرهم، وأجدني في موضع الفخر والاعتزاز بهم.

كما أجدني أطالب بالمزيد من العناية والاهتمام بأمثال هؤلاء، فهم يستحقون ذلك نظير ما أنجزوه، والفضل يعود بعد الله لجهود قيادتنا الرشيدة بإتاحتها حفظ وتلاوة القرآن الكريم ودعمه بشكل كبير، فهي لا تبخل على هذا الجانب أبدا بل تنفق وبسخاء؛ ولا أدل على ذلك من مضاعفتها للمكافآت المخصصة للفائزين بمسابقة الملك عبدالعزيز هذا العام، جعل الله ذلك في موازين أعمالها.

وأخاطب وسائل إعلامنا بمنح هؤلاء الأضواء الإعلامية التي يستحقونها في كافة وسائل إعلامنا دون استثناء.

والعجيب أنه يوجد من يتهم الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن باتهامات أقل ما يمكن أن توصف به بأنها مضحكة، وبكلام سخيف لا يقبله عقل ولا منطق، وبلا حجة أو دليل، وأمثال هؤلاء يترفع القلم عن الرد عليهم، وتسمو النفس عن مجاراتهم أو حتى مناقشتهم، فآراؤهم منكرة وحججهم واهية، والنتائج التي يحققها طلاب التحفيظ في كل عام سواء على المستوى الدراسي أو في مجال المسابقات تمثل ردا عمليا وبلسان الحال وهو أبلغ من المقال بطبيعة الحال.

وبالعودة لأمثال هذه النماذج فإن من المفترض الإفادة منهم في المساجد الكبرى ومتابعتهم وعدم تجاهلهم، فمن حققوا منجزات لأوطانهم هم أولى بالإفادة منهم، بحيث يتم تعيينهم كمعلمين في الحرمين الشريفين أو المساجد الكبرى ليقوموا بإنتاج ثمرات تشابههم فيحظى الوطن بهم ويتواصل عطاؤهم؛ فبدلا من أن يكون لدينا عدد محدود يصبح لدينا العديد والمزيد من حفظة كتاب الله والمجودين له والمتغنين به، فهل نطمع في استجابة عاجلة؟

[email protected]