شاهر النهاري

شمائل الطبائع العربية تحتضن حجاج قطر

الاثنين - 28 أغسطس 2017

Mon - 28 Aug 2017

بينما لا تزال حكومة قطر تجري لكل الزوايا الفرعية الضيقة، بقيادة ترسانة إعلام محتقن بالشر، يذكي الفتن، ويؤصل التخوين، والعداء، يصعق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز كل خططهم ونواياهم بأمره الإنساني الكريم بالسماح لحجاج قطر بالقدوم إلى السعودية عبر المنفذ البري لأداء مناسك الحج.

حصل ذلك بناء على ما رفعه لمقامه سمو نائبه الأمير محمد بن سلمان بعد استقباله للشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله بن قاسم آل ثاني في قصر السلام في جدة، بيقين من الطرفين بأن علاقات السعودية مع الشعب القطري شجرة محبة وأخوة راسخة في عمق التاريخ لا يقطعها خلاف، ولا يزيلها جحود.

الوساطات العربية الكريمة تحكمها عدة أمور، من أهمها كنه شخص الوسيط، ونيته البيضاء، وما يحمله فعلا من الخير والمحبة للطرفين، وهذا ما ينطبق كليا على شخص وسيط حجاج قطر الشيخ عبدالله، وهو ابن حاكم قطر، الشيخ علي بن عبدالله بن جاسم آل ثاني، والذي ازدهرت قطر في أيامه بعد اكتشاف أول حقل بحري في العالم (العد الشرقي)، وتشغيله كمرفق بحري بصورة تامة، واكتشاف حقل (ميدان محزم)، وإنشاء محطة تجميع البترول في جزيرة (حالول)، ثم اكتشاف حقل (أبو الحنين)، وإصدار عملة ريال (قطر ودبي) 1966م، وإنشاء إذاعة قطر 1968م، وتلفزيون قطر 1970م، وصدور الدستور الموقت وتشكيل أول مجلس وزراء 1970م، وإعلان الاستقلال عن وصاية بريطانيا 1971م.

والوسيط الكريم هو أيضا أخو أحمد حاكم قطر بعد أبيه، الذي انقلب عليه خليفة بن حمد آل ثاني، وهو بموقف وساطته اليوم يسطر اسم أسرته مجددا في كتب التاريخ، بسعيه النزيه لتسهيل عناء الشعب القطري الشقيق.

كرم من الوسيط أن أتى في مثل هذه الظروف الحرجة، وكرم عظيم ممن طلبت منه الوساطة، ودهشة عظيمة للمجتمع الدولي، فما هذه الشيم العربية، التي قد تجهلها معظم الشعوب عن طبع الكرم العربي، وعن التسليم الكامل لمطالب الضيف، ومنحه الصدر، فقام خادم الحرمين في لحظة شهامة بفتح المعبر البري لدخول الحجاج القطريين إلى الأراضي السعودية، ويسر لهم ذلك دون استخراج تصاريح الكترونية، ودون كثير من الإجراءات المتبعة في السابق.

كما وجه الملك سلمان بنقل كافة الحجاج القطريين على ضيافته من مطار الملك فهد الدولي في الدمام ومطار الأحساء الدولي، وأتبعها بإرسال طائرات خاصة تابعة للخطوط السعودية إلى مطار الدوحة لحمل الحجاج القطريين على نفقته الخاصة، حفظه الله.

ولا شك، وبعد تلك الحادثة الأخوية، أن أنظار العالم ستتجه لحكومة قطر، التي لا يتوقع منها تغير روح العداء والتعالي، والهروب الممنهج لقلب الحقائق، بل ربما تقوم بتحوير نوايا الحدث، كون الشمائل العربية الأصيلة لا تشملها بسيطرة من يتدخلون في نظامها الحالي، بتنوع من يعبثون في سياستها، من تنظيمات مغرضة مارقة على القانون الدولي، ومن أحزاب معادية لكل سلام عربي، والمحتضنة للإرهاب وأهله، ومن أعاجم وضعوا أيديهم على مقود الحكومة القطرية، فلم تعد تمتلك إلا أن تسير وراء القافلة.

نرحب بإخوتنا وأخواتنا حجاج قطر، ونهنئهم على حسن نواياهم، ونقول لهم: حجا مبرورا وسعيا مشكورا، وذنبا مغفورا، وتجارة لن تبور.

@Shaheralnahari