شاهر النهاري

معطيات خطاب أمير قطر

السبت - 22 يوليو 2017

Sat - 22 Jul 2017

ألقى البارحة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خطابه الأول بعد أزمة المقاطعة، منذ شهر ونصف، فكانت للخطاب دلالات شتى نحتاج للتوقف عندها:

1. الخطاب أتى بتقنية إعلام الستينات الناصرية والقومية والبعثية، والتي تتميز بها قناة الجزيرة، فكأن من أنشأه لم يكن إلا فريق إعداد من الإخوان والمعارضين والأصوليين والمراوغين.

2. لم يكن في الخطاب ما يدعو للتفاؤل بإقرار وجود الخلل الذاتي، أو تنازلات في مواقف الحكومة القطرية التي ما زالت تدعي النزاهة، وأن المؤامرة مدبرة نحوها.

3. أشار تميم إلى أن الدوحة جاهزة للحوار والتوصل لتسوية كل القضايا، طالما سيحدد بنفسه خطوات وأسلوب ذلك، فكأنه يبحث عن حل على مقاسه، ودون أي تنازلات.

4. رغم أنه قدر جهود الوساطة الكويتية، وتأمل أن تتكلل مساعيها بالنجاح، إلا أنه نسي مجرد التعاطف معها في أزمتها الحالية مع إيران، والتي كان إعلام قطر يتحدث عنها من وجهة نظر إيرانية، مبديا دهشة إيران بما حدث، ولم يقف ولو للحظة صمت وتعاطف.

5. أقر تميم بحجم تأثير المقاطعة على بلاده، من نواحي الألم والمعاناة، وكنوع من استدرار مشاعر الشعوب العربية، والإسلامية، وفي نفس الوقت ذكر أن الحياة في قطر تسير بشكل طبيعي منذ الأزمة، وأنها لم تتأثر بما ظل إعلامه يردده بأنه حصار.

6. لم ينس التفاخر بالوثيقة التي وقعها مع الحكومة الأمريكية لمكافحة الإرهاب (بلا هوادة)، مظهرا قدرته على محاربة الإرهاب، مع التهميش الكامل لحقيقة معاناة الدول الأربع المقاطعة، وبقية دول الخليج والعرب من أنواع إرهاب لا تضمها وثيقته التي سيحدد مواصفات الإرهاب فيها بنفسه.

7. أقر بوجود خلافات مع دول مجلس التعاون، بشأن السياسات الخارجية، مع شعوره بأن موقفه سليم، وأن سياسته هي التي يجب أن تحتذى؛ ولا نعرف هنا كيف يكون مسموحا لأحد أعضاء فريق معين بأن يختلف مع سياسيات الفريق، مما يتسبب في ولوج الأهداف المباشرة في فريقه، بتغافله، وخياناته.

8. وجه الاتهامات لمعظم الدول المقاطعة، بتعمد سوء النية، وفرض حملات التحريض والتخطيط لها مسبقا، وأن هناك محاولات لفرض الوصاية على دولته فيما لا يفهمه، مع العلم أنه قد وقع بيديه مرتين مع مجلس التعاون على التزام بلده بمحاربة الإرهاب، ومنع التحريض، وإثارة المشاكل، والتدخل السافر في الشؤون الداخلية، وغيرها من بنود الوثيقة.

9. أثنى على كيفية تعامل وزاراته ومؤسساته مع الأزمة بنجاح، وأن تنويع مصادر الدخل بات أمرا ملزما.

10. قام بشكر الدول والجهات التي وقفت مع قطر في أزمتها، رغم معرفة شعبه بأن ذلك ليس واقعا تحت بند المحبة، بقدر ما هي أطماع لتلك الدول، في اختراق كيانات الخليج، بغطاء إنساني.

11. استغل مناسبة ظرف القدس، أعان الله أهلها في أزمتهم، والتي قدمت لها المملكة الكثير على مدى عقود قضيتها، وما زالت، ولكنه يعرف كيف يعتصر المشاعر بكلمات وآيات قرآنية يحاول من خلالها إظهار أن قطر منفردة في التدين والوقوف مع أهل الأقصى.

خطاب كارثي منزلق ينذر بفراق أبدي، وكم نتمنى من دول المقاطعة أن تستمر في جهودها وقطيعتها وتماسكها حتى تنال استقرار بلدانها.



@Shaheralnahari