عبدالغني القش

الأمن السعودي.. الإنجازات والإعلام والتاريخ

السبت - 01 يوليو 2017

Sat - 01 Jul 2017

مفخرة لكل مواطن سعودي، بل ولكل مسلم على وجه البسيطة، إنجازات تتلوها إنجازات، وفي كل مرة ضربة استباقية، ونجاح في القبض على خلية، وإعلان عن إحباط عملية إرهابية، ولذا تبوأت الأجهزة الأمنية مكانة علية، وأصبحت في منزلة سنية.

وعندما يتم الإعلان عن مؤتمر إعلامي للناطق الأمني فإن الجميع بات يترقب الإفصاح عن القبض على عناصر أو إفشال مخططات، وبلغة الأرقام التي لا تقبل التشكيك مطلقا.



والتاريخ سيدون ذلك بالذهب الخالص؛ فاستتباب الأمن ليس بالأقوال بل بالأفعال البطولية والتي تتميز بالمهنية وتتسم بالاحترافية، والأرقام لغة ملجمة لمن أراد التشدق أو التقليل من تلك الإنجازات؛ إذ لا يمكنه ذلك، فمن الصعوبة بمكان الالتفاف على تلك الإنجازات أو التقليل من شأنها بحال من الأحوال.



وحادثة المسجد الحرام الأخيرة التي وقعت تحديدا في الثامن والعشرين من رمضان بحي أجياد المصافي الواقع داخل محيط المنطقة المركزية للمسجد الحرام، في منزل مكون من ثلاثة أدوار، كان يوجد بداخله انتحاري مكلف بتنفيذ عملية إرهابية، تخيل عزيزي القارئ بالقرب من بيت الله الحرام في المنطقة المركزية المحيطة به، وقد بادر فور مباشرة رجال الأمن محاصرته بإطلاق النار باتجاههم؛ ما اقتضى الرد عليه بالمثل لتحييد خطره بعد رفضه التجاوب مع دعواتهم له بتسليم نفسه، واستمر في إطلاق النار بشكل كثيف قبل أن يقدم على تفجير نفسه؛ ما نتج منه مقتله، وانهيار المبنى الذي كان يتحصن بداخله، وإصابة ستة من الوافدين، إضافة إلى إصابة خمسة من رجال الأمن بإصابات طفيفة.



هذا الحادث يقع ضمن سلسلة الإنجازات الأمنية، حيث سبقه في ذات التوقيت القبض على خلية في جدة وتم الإعلان عن ذلك بالتزامن مع حادثة المسجد الحرام، وهو بحق يثبت علو كعب هؤلاء الأفذاذ الذين أثبتوا تمرسهم وفراستهم ودقة متابعتهم لمثل هؤلاء المفسدين المخربين، في نجاح أبهر العالم أجمع.

وأذكر أنني التقيت مرة بأحد الضباط بعد عملية أمنية ناجحة وأخبرني أنه لو فجر الانتحاري جميع ما معه من متفجرات لكانت كفيلة بتدمير ثلاثة أحياء مجاورة!



ويأتي الدور الأهم وهو الدور الإعلامي، والذي لم يصل - في تصوري - إلى مستوى التطلعات ولم يرتق إلى حد الطموحات؛ فما المانع من إنتاج أفلام وثائقية يتم بثها للعالم في الكيفية التي تم بها كل منجز، وبخاصة تلك التي تمت متابعتها والقبض على منفذيها أو قتلهم؛ ليعلم العالم ما تقوم به هذه البلاد من جهود مضنية في مكافحة الإرهاب الذي تعاني منه أشد المعاناة، فتنتفي اتهاماتهم لها وتضمحل محاولاتهم إلصاق الإرهاب بها.



وليكون العالم أيضا على بصيرة باحترافية ومهنية جنودنا البواسل التي من خلالها تمكنوا من دحر هؤلاء الذي يعيثون في الأرض فسادا، وأرادوا إفساد فرحة العيد على مواطني وساكني بلاد الحرمين الشريفين، فرد الله كيدهم في نحرهم وجعل تدبيرهم تدميرا لهم.



وتحقق ذلك من خلال رجال نذروا أنفسهم لخدمة دينهم ومليكهم وبلادهم، فهم لا يمانعون بل ولا يترددون في تقديم أرواحهم فداء لهذا الوطن العزيز، وتجدهم من خلال بعض المقاطع يؤكدون ذلك حتى بعد تعرضهم للجراح والإصابات، كما حدث أثناء زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي قام رعاه الله بمعايدتهم يؤكدون له اعتزازهم وافتخارهم بإصابتهم واستعدادهم التام للعودة لميدان الشرف والعزة والشموخ.



وأجدني دائم التأكيد على الدور الإعلامي في إبراز هذه المنجزات وتوثيقها باحترافية عالية ومهنية دقيقة ليعلم القاصي والداني بها، ولتكون أنموذجا في النجاحات الأمنية لكل دولة تعاني الإرهاب، ومثالا للتضحية والفداء للأجيال القادمة، فهل يفعل إعلامنا؟



[email protected]