أحمد صالح حلبي

إنهم شباب مكة

الجمعة - 23 يونيو 2017

Fri - 23 Jun 2017

لم تعد عملية تقديم الخدمات للمعتمرين القادمين من داخل المملكة وخارجها، والمصلين داخل أروقة المسجد الحرام وبالساحات المحيطة به، منحصرة على القطاعات والمؤسسات الحكومية المعنية، فقد برزت مؤسسات وجمعيات خيرية وشبابية تقدم خدماتها وبشكل بارز وقوي، وبتنا نرى الشباب من منسوبي جمعية مراكز الأحياء وإدارة التعليم وغيرهم، يتسابقون لخدمة المعتمرين والمصلين من خلال مجموعات تطوعية لتقديم خدماتهم، مثبتين نجاحهم في المهام المؤكلة لهم دون النظر لمقدار المكافأة المالية التي يتقاضونها، فهم يرون أن عملهم تطوعي ومكافآتهم المالية كافية.



ومثل هؤلاء الشباب الذين نفخر بهم، وبما يقدمونه من أعمال ينقلون صورا جميلة ورائعة، ليس عن شباب مكة المكرمة وحدهم، بل عن الأسر المكية وشعب المملكة العربية السعودية، فهم من خلال عملهم يبرزون الصورة الحقيقية للشباب السعودي، المتهم بالقصور والطيش والأنانية.



وكلما توجهت صوب المسجد الحرام تستوقفني دموع الفرح مقرونة بابتسامة الرضا أمام مشاهد وصور واقعية، لشباب من منسوبي الكشافة صغار في سنهم كبار في عملهم، تركوا أسرهم وسفرها الرمضانية متنوعة الأطعمة والمشروبات، وفضلوا الإفطار على رصيف شارع لتقديم خدمة لمعتمر أو مصل، عملهم ومهامهم لا تنحصر في تنظيم صفوف المصلين داخل المسجد الحرام أو بساحاته الخارجية، لكنهم يعملون على نظافة المسجد الحرام، وإبعاد كل ما يعكر صفو المصلين من أطعمة يصطحبها البعض، أو مشروبات تؤدي للإضرار بالمصلين والطائفين والعاكفين.



وإن تنوعت الفرق الكشفية وتنوعت مسمياتها ومهامها، فإنه يمكن القول بأن «كشافة شباب مكة»، شكلوا النواة الحقيقية الأولى منذ بروزهم قبل عدة سنوات، وفتحوا المجال أمام الشباب للانخراط في مثل هذه الأعمال التطوعية.



ولا يمكن إنكار أو تجاهل دور كشافة التعليم، فبرز تواجدهم وظهر دورهم عبر «مركز بادر للأعمال التطوعية»، والذي أكد أن الشباب السعودي حريص على خدمة قاصدي البيت الحرام، دون النظر لكسب مادي يجنونه.



وإن كان هناك من مطلب فهو العمل على دعم مركز الاستضافة التابع لإدارة التعليم بمكة المكرمة، خاصة أن المركز يتولى تأمين الإقامة والإعاشة للكشافين القادمين من خارج مكة المكرمة، ويتولى استضافتهم لعدة أيام، وهو بحاجة إلى موقع آخر مماثل، فوجوده في منطقة أجياد، يشكل بعدا للكشافين العاملين في المناطق الأخرى.



وأملنا أن يحظى شباب الكشافة وغيرهم من الشباب بالدعم والتشجيع من قبل مسؤولي القطاعات الحكومية ورجال الأعمال، وأن نرى في نهاية فترة المشاركة حفل تكريم يليق بما قدمه هؤلاء الشباب، يتم من خلاله منحهم هدايا تذكارية، تزيدهم إصرارا على العمل لأعوام عديدة وسنوات مديدة.



[email protected]