مرزوق تنباك

الصيف طويل والعمل قليل

الأربعاء - 07 يونيو 2017

Wed - 07 Jun 2017

أكثر من ستة ملايين سيبدؤون عطلة طويلة تزيد على ثلث العام، هؤلاء هم الطلاب والطالبات والمعلمون والمعلمات والهيئة التعليمية بكل قطاعاتها، ولا سيما في قطاع التعليم العام، فما الذي سيفعلونه بهذا الوقت الطويل، والفراغ الذي سيكون قاتلا للكثير منهم إذا لم يحسن استغلاله الاستغلال الصحيح لمصلحة الوطن ولمصلحة المهتمين بالعملية التعليمية، ومستقبل الأجيال التي ما زالت منتظمة في سلك التعليم، وكيف الاستفادة من الوقت لصالح العملية التربوية.

هناك أشياء كثيرة يمكن اقتراحها ويمكن عملها لصالح تطوير العملية التربوية ولصالح المعلمين والمعلمات، ولصالح الطلاب والمجتمع الذي يعول في مستقبله على مخرجات التعليم العام وما يتلقاه أبناؤه وبناته من معلومات، وما يكتسبون من معارف وخبرات ومهارات تكون هي زادهم في مستقبلهم ومستقبل الوطن الذي يحتاج كل جهود أبنائه في مجالات الحياة الواسعة.



يعلم المهتمون بالتربية والتعليم أن المستوى التحصيلي والمعرفي والعلمي الذي وصلت إليه سياستنا التعليمية يحتاج إلى خطة استراتيجية طويلة المدى تعاد فيها دراسة أساسيات التعليم ومبادئه ومناهجه وقيمه والثوابت التي يحتاجها الطلاب في قادم الأيام، والأساليب التربوية والمعرفية الحديثة، فالواقع يدل على أن كثيرا من المعلمين والمعلمات يحتاجون إلى تطوير مهاراتهم المعرفية، وزيادة قدراتهم وشحذ ملكاتهم في مجال تخصصهم، والجميع يعلم الشكوى من المستوى الضعيف لقدرات المعلمين ومهاراتهم، والتحصيل المتواضع والأداء دون المطلوب لكثير منهم، ولا سيما خريجي الكليات المتوسطة ومعاهد إعداد المعلمين والمعلمات وحتى خريجي الجامعات يعتري تأهيلهم ضعف واضح وملاحظات عديدة تدعو الحاجة والضرورة إلى المسارعة في علاجها واهتبال الفرص المواتية لمناقشتها على مستوى عال من المسؤولية والاحتراف.



وفي هذه العطلة الطويلة يمكن اقتراح بعض من الحلول وما يمكن عمله لتدارك النقص الحاصل في الأداء التعليمي وزيادة كفاءتهم مثل فتح مراكز تكميلية في المناطق التعليمية يسجل فيها المعلمون والمعلمات الذين يرى قادة المدارس أن أداءهم خلال العام الماضي ليس جيدا، وأنهم يحتاجون إلى مزيد من الاهتمام في تحصيلهم وإعادة تأهيلهم وتقام لهم دورات تأهيلية تساعدهم على تحقيق مزيد من التعلم لما تخصصوا فيه، وهم لا شك يدركون أهمية مثل هذه الدورات وحاجتهم إليها، كما يجب أن يكلف في تدريبهم أكفأ الأساتذة وأصحاب الخبرات العالية من أساتذة الجامعات ومن أوائل المعلمين أهل التجربة والخبرة السابقة وتحدد لهم الحوافز التي تجعلهم يقبلون على الانضمام إلى تلك المراكز حيث يستدرك ما قد حصل من نقص في تأهيلهم ويدفع بهم إلى المزيد من المعرفة، وهذا المقترح هو ما يمكن أن يربط المعلم بتخصصه، ويزيد معارفه، ولا سيما إذا تقررت برامج تطويرية متقدمة تلبي حاجة المعلم وتطور أداته المعرفية.



لم يعد من المقبول على أي حال النظر إلى الشهادة على أنها مقياس صالح لمكتسبات الطالب ومعارفه، وأن من تخرج في الجامعة وحصل على مؤهلها هو بالضرورة مؤهل وصالح للعمل في مجال التعليم والتربية، بل إن بعض حملة الشهادات ومن تخرجهم الجامعات ومؤسسات التعليم الأخرى في الوقت الحالي يتخرجون وهم غير ملمين جيدا بتخصصاتهم الدقيقة ويحتاجون إلى مزيد من الاهتمام فيما هم مقبلون عليه من تكليف مهني وتربوي. إن هذه العطلة الطويلة فرصة يجب استغلالها والاستفادة منها وملؤها بعمل نافع للمعلم ولطلابه وللمجتمع.



Mtenback@