عبدالله المزهر

راء الحب البشعة!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

السبت - 06 مايو 2017

Sat - 06 May 2017

كنت سأكتب عن اليمن ولكني عدلت عن ذلك، لأن المعلومة التي أنا واثق من معرفتها تماما فيما يخص الشأن اليمني وتطوراته الأخيرة هي أني لا أعلم أي شيء، هذه معلومة مؤكدة يمكنكم الخروج بها كفائدة وحيدة من هذا المقال.



لكن الذي طمأنني ـ ليس كثيرا ـ هو أني لست الوحيد الذي لا يعلم، وهذه ليست مشكلة كبيرة بطبيعة الحال، المشكلة التي أفسدت عليّ جزءا من طمأنينتي هي أن أكثر من يفتون في الشأن اليمني في وسائل التواصل وفي القنوات التلفزيونية وأعمدة الصحف هم من أمثالي الذين لا يعلمون أي شيء.



هل تظنون أن هذا هو أخطر ما في الأمر؟



أنتم متفائلون وهذا شيء جيد، لكن المشكلة أنه تفاؤل في غير محله، لأن أخطر ما في الأمر هو أن هناك من يفتي بناء على أجندته الخاصة أو الأجندة التي أهديت له، ويقدم أحلامه وأمنياته للناس على أنها حقائق على الأرض.



ما أعلمه وقلته سابقا هو أن الحرب شيء بشع قبيح، بل إنه أقبح فعل يرتكبه الإنسان منذ بدء الخليقة، لا شيء أبشع من أن يكون الموت هو وسيلة التفاهم بين مخلوقات «حية». وأبشع ما فيها حين يكون ضحاياها من الأطفال والضعفاء والمساكين، الذين لم يشعلوها ولم يكونوا طرفا فيها ولن يكونوا طرفا في مفاوضات إنهائها، تبدأ دون أن يعلموا ويموتون دون أن يفهموا أسباب موتهم ثم تنتهي دون أن يخبرهم أحد.



أتعاطف مع هؤلاء، وأتمنى أن يفكر فيهم «الفرقاء» وهم يتفاوضون ويلقون الخطب الحماسية في الحشود. أعلم أن هذا الأمر صعب، خصوصا حين يكون هؤلاء الفرقاء في غالبهم مجرد أدوات لا تهتم لا بحياة ولا بإنسان. ولكني مع ذلك لا أمل من تكرار تفاؤلي بأن اليمن سيعود يوما لأهله الجميلين السعداء، الذين سيعودون ليمنهم ويمن الناس جميعا، يملؤون الدنيا شعرا ولحنا وفنا ويحبون الحياة ويلعنون من غرس الراء في قلب «الحب»!



agrni@