عبدالله المزهر

ولكني شقيت بحسن ظني!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاثنين - 17 أبريل 2017

Mon - 17 Apr 2017

ثم انتهى الاستفتاء في تركيا على التعديل الدستوري، وكان ما كان من أمره. والاستفتاء هو اختراع غريب فكرته توجيه سؤال أو أكثر إلى عدد من الناس للإجابة عنه لمعرفة رأيهم في أمر معين. وهو غير الاستفتاء الذي نعرفه والقائم على الفتوى بالتحليل والتحريم. أو الفتوى في أي أمور أخرى من تلك التي نعرف والتي لا نعرف ماهيتها.



والفتوى بالفتوى تذكر، فقد كان أجمل ما في استفتاء تركيا أنه أثبت مجددا هوسنا الجميل بانتخابات واستفتاءات الدول الأخرى، وأننا لم نتغير ـ ولله الحمد ـ وما زلنا نشتم بعضنا البعض بكل كفاءة واقتدار لاختلافنا حول أسماء المرشحين أو نتائج الاستفتاءات في أرض الله الواسعة.



ونحن شعب عالمي، نرى أن الكون كله شيء يخصنا ولا بد أن يكون لنا رأي واضح ومحدد في أحداثه، ولا بد أن تؤخذ آراؤنا على محمل الجد، ولذلك نستميت من أجل إثبات فكرة أن «إردوغان» ديكتاتوري يبحث عن السلطة، أو فكرة أنه خليفة الله في الأرض. ولا نلتفت كثيرا للفكرة المحبطة التي تقول إن هذا شأن لا يعنينا، وإن اهتمامنا بهذه الموضوعات والقضايا فيما وراء البحار يجب ألا يصل إلى مرحلة تبادل الشتائم والتخوين.



والحق أن إنسانيتنا وهذه الاهتمامات الجميلة بشعوب الأرض أشغلتنا عن متابعة جلسة مجلس الشورى التي وافق فيها على إقرار نظام مشروع الضريبة الانتقائية. وقد كان البعض ـ وأنا أحدهم ـ متخوفا من أن يرفض المجلس إقرار هذا النظام، الأمر الذي قد يتسبب في أزمة ثقة بين الناس وأعضاء المجلس الموقرين. لكن خوفنا لم يكن في محله واستطاع المجلس تجاوز هذا الأمر بعد نقاشات مضنية بين الموافقين والمعترضين انتهت بانتصار صعب للموافقين.



وعلى أي حال..

يقول شاعر ما:

يقولون هذا عندنا غير جائز

فمن أنتم حتى يكون لكم عند؟



ويقول مغرض لا أعرفه: الموافقة لا تعني شيئا إن لم يكن بإمكانك الرفض، والعكس صحيح أيضا.



ولكني أغالط فيك سمعي، وتبصر فيك غير الشك عيني، فأنا لا أحب الشعراء ولا المغرضين ولا الصناديق وأحب التحف الفنية والديكورات كثيرا!



[email protected]