عبدالله محمد الشهراني

الخطوط القطرية.. الإدارة وليس الدعم

الأربعاء - 05 أبريل 2017

Wed - 05 Apr 2017

نسمع بين حين وآخر أصوات تقول إن الخطوط القطرية مدعومة من قبل الحكومة في قطر وإنها لم تكن تستطيع تحقيق هذه الإنجازات لولا ذلك الدعم، ربما يكون مقبولا نوعا ما أن تصدر هذه الأصوات من قبل أناس غير متخصصين وخارج مجال الطيران، لكن الذهول عندما تصدر من متخصصين أو رواد مثل أصدقائنا الأمريكان أو بعض القيادات في شركات الطيران الخليجية، السؤال هو: عالميا، هل هناك شركة طيران كانت أو ما زالت مملوكة من قبل الحكومة، لم تتلق دعما؟ الإجابة: لا.



والسؤال الثاني: هل توجد شركات طيران تلقت دعما ماليا ورسميا ومعنويا ووجدانيا وعاطفيا... إلخ من حكوماتها أكبر وأكثر من الدعم الذي حصلت عليه الخطوط القطرية؟ الإجابة: نعم، لكن ما زالت تراوح مكانها في قاع البئر، تسمع صدى صوتها وهي تردد «الخطوط القطرية مدعومة».



الخطوط القطرية، تلك الشركة التي انطلقت أسرع من الصاروخ (ما شاء الله تبارك الرحمن) عام 1997 بعد انطلاقه متعثرة عام 1993، ففي عام 2011 وصل عدد الوجهات التي تصل إليها الخطوط القطرية 100 وجهة، وفي نفس العام حصلت على المركز الأول عالميا «Airline of the Year 2011»، كل ذلك بعد 14 سنة فقط من انطلاقها، ثم حصلت على نفس الجائزة بعد ذلك ثلاث مرات 2012 و2015 وأخيرا وقبل أيام عدة حصلت عليها مجددا Airline of the Year 2017، وفي عام 2016 حصدت الخطوط القطرية على ثلاث جوائز وهي أفضل درجة أعمال على مستوى العالم، وأفضل صالة انتظار لدرجة الأعمال في العالم، وأفضل موظفي خدمة في الشرق الأوسط. أما عن العلامة التجارية فنجدها محققة المرتبة رقم 451 بين جميع الشركات التجارية في العالم وليس فقط شركات الطيران بقيمة تقدر بـ 3.5 مليارات دولار. وفي عام 2016 حققت شركة الخطوط القطرية أرباحا تشغيلية تقدر بـ 824 مليون دولار، أي ثلاثة أضعاف أرباح العام السابق 2015.



أطلقت الخطوط القطرية شعارها «معا إلى كل مكان» وهي تعني معناه والقرارات اللازمة لإنجاحه، فلقد وصل عدد الوجهات إلى 150 وجهة ومستهدفة هذا العام 15 وجهة جديدة، هذا العدد من الوجهات يتطلب وجود أسطول كبير من الطائرات، وهذا ما قامت به بالفعل الشركة، فعدد الأسطول قفز من 4 طائرات في عام 1997 إلى 28 طائرة في 2003، ثم قفز مرة أخرى من 50 طائرة في عام 2006 إلى 195 طائرة، إضافة إلى 337 طائرة من أحدث أنواع الطائرات تم طلب شرائها وهي تحت التصنيع الآن، هذه الخطة جعلت متوسط عمر الطائرات يافعا «خمس سنوات» وقادرا على تشغيل جدول رحلات الشركة بكفاءة، إذ وصل معدل انضباطية مواعيد الرحلات إلى 90.5%. لنتوقف قليلا لنتصور مستقبل الشركة، فإذا استطاعت الشركة تحقيق كل هذه النجاحات بعدد 195 طائرة، فكيف هو الحال مع 337 طائرة! أترك لك عزيزي القارئ تخيل المستقبل لهذه الشركة العظيمة.



من وجهة نظر شخصية، أرى أن نجاح الخطوط القطرية «القابضة» كان بسبب أربعة عوامل، أولها وبالترتيب رئيسها التنفيذي السيد أكبر الباكر، وهو الذي تولى الشركة منذ تأسيسها شابا شجاعا في قراراته (شخصية تستحق مقالا منفردا). ثانيا موقع الدوحة جغرافيا فهو يعتبر في منتصف العالم تقريبا، هذا الموقع جعل للشركة ميزة تجذب بها المسافرين ومرونة في جدولة الرحلات. ثالثا أن مطار حمد الدولي يعتبر أحد شركات الخطوط القطرية القابضة، وهذا يضمن عدم تعارض القرارات بين شركة الطيران وإدارة المطار، فيحصل الانسجام والتكامل. رابعا عدم وجود منافسين كثر في المنطقة سوى طيران الإمارات وطيران الاتحاد، سوق كبير يمكن لهذه الشركات تقاسمه ويفيض.



• تأسست عام 1997

• 195 طائرة

• 150 وجهة

• 337 طائرة تم شراؤها تحت التصنيع

• 90.5 % معدل انضباطية مواعيد الرحلات

• حائزة على المركز الأول عالميا أربع مرات

• أول مشغل للطائرة ايرباص A350

• علامة تجارية قيمتها 3.5 مليارات دولار وترتيبها 451 بين جميع الشركات التجارية عالميا



[email protected]