عبدالحليم البراك

تويتر يدير تعليق الدراسة!

يمين الماء
يمين الماء

الاثنين - 20 مارس 2017

Mon - 20 Mar 2017

من أجمل أيام السنة في القصيم هو يوم الأحد الماضي الذي علقت فيه الدراسة، وجاءت رسالة من ابن لأبيه : «الجو روعة وسأخرج للبر مع أصدقائي» وقبلها ليلا: «سأسهر مع أصدقائي لأن غدا إجازة» الأجواء رائعة والمدارس معلقة بسبب غبار لم يصل بعد، والسبب حملة مجموعة من المهتمين في الطقس والمتنبئين وقارئي الخرائط وطلاب ثالث ثانوي المسيطرين على الترند في تويتر الذين أقنعوا المسؤولين في القصيم بأن يوم الأحد هو يوم وصول عاصفة المدار إليه ولكن لم يصل شيء.. هنا مقارنة لطيفة بين تعليق الدراسة في الدول الغربية والدول العربية:



- تعلق الدراسة في الدول الغربية قبل بدء الدراسة بساعة بعد التحقق مائة بالمائة من عدم إمكانية الدراسة وفي الدول العربية وخاصة في الدول التي يقوم تويتر في صنع القرار يتم تعليق الدراسة قبلها بيومين أو ثلاثة بناء على تحذيرات متنبئ رديء للطقس.



- في الدول الغربية كل مدرسة تعلن تعليق الدراسة بشكل منفصل، فأحيانا منطقة في جنوب المدينة ظروفها سيئة، وأخرى في شمال المدينة ظروفها جيدة فلا يوجد مبرر لتعليق الدراسة في الشمال، أما في دول الجوار وهنا فتعليق الدراسة على منطقة كاملة، وأحيانا دولة كاملة بل يوجد تضامن من بعض المدارس في دول الخليج مع بعضها البعض.



- في الدول الغربية في حال خروج الأسر وتعرضها مع أطفالها لحادثة فإنها تحاسب لإهمالها لأطفالها وهنا تعلق الدراسة حفاظا على صحة الطفل ويخرج الأب في الأسرة كاملة بما في ذلك ربة المنزل والطفل الرضيع لمشاهدة الشعبان والأودية والسيول بمعنى آخر يذهب للغرق بقدميه!



- في الدول الغربية يتم تعويض الأيام الدراسية المفقودة بأيام أخرى دراسية وبهذا لن يحبذ الآباء والأطفال تأجيل الدراسة إلا لأمر طارئ لأن هذا يؤثر على خططهم في العطل والصيف وأحيانا يزيدونها دقائق في اليوم الدراسي، وهذا غير محبذ أيضا. هنا، لو التوقف دام شهرا لن يعوضوك بأي أيام والكاسب المدرس الذي لم يشرح والطالب الذي زال عنه نصف المنهج والعامل الآسيوي الذي لن ينظف الفصل الدراسي ومؤسسته التي سوف تستخدمه في بيت الكفيل!

- في الغرب إن بدأت الدراسة والظروف المناخية بدأت في منتصف اليوم الدراسي يتم استدعاء أولياء الأمور لاصطحاب أبنائهم، وهنا لو فعلوها لتنزهوا بعد المدرسة بالأودية والشعاب وما جاورها من الأخطار!



أخيرا لا يقودكم غوغاء تويتر حتى ولو كانوا حملة شهادات، ولنستفد من تجارب الغرب سيئ الذكر!



[email protected]