(5) آلاف موظف لا يوقعون ولا يبصمون ولا يتسيبون!!

بعد النسيان
بعد النسيان

الاثنين - 06 مارس 2017

Mon - 06 Mar 2017

يصعب على من يزور الهيئة الملكية للجبيل وينبع لأول مرة أن يصدق أنها قطاع حكومي (100%)، يخضع لكل الأنظمة والتشريعات الصادرة من مجلس الوزراء، أو بالأوامر والمراسيم الملكية السامية!



وأسوأ من ذلك أن يعتقد بعض الكتاب أنها تحظى بصلاحيات أوسع من أية جهة حكومية أخرى!

ما هذه (الخصوصية) التي جعلت مهندسي الهيئة يضعون كل التمديدات الخدمية من صرف وتصريف وهاتف وكهرباء على جانب الطريق، بحيث يتسنى لهم متابعتها وصيانتها من تحت الأرض؛ بينما ما تزال كبرى المدن تفرق دم بنيتها التحتية بين عدة جهات؛ ففي الرياض ـ مثلًا ـ لا تعرف بالضبط من هو المرجع الرسمي لظاهرة (احفر وادفن أرض بلادك): الأمانة تحيلك للنقل، والنقل تحيلك لهيئة تطوير الرياض! وشركة (الكرهب) تحمل شركة (الانفصالات) المسؤولية، وشركة (الانفصالات) تتهم شركة المياه الوطنية، وشركة المياه تختلق العذر بمشروع القطار الموعود، و... يا مطرة حُطِّي حُطِّي!!



ومن الذي سمح لإدارة الخدمات التعليمية في الهيئة الملكية أن تضع للمعلمين سلَّمًا مميزًا، يبدأ من (8) آلاف ريال، وتربط العلاوة السنوية بالتقييم الوظيفي؛ فمن يحصل على تقدير (ممتاز) يحصل على علاوة أكثر من الحاصل على (جيد جدًا) ؛ بينما بُحَّتْ أصوات المهتمين بالتعليم وهم يطالبون الوزارات المتعاقبة بأن تفعل (البدهية) نفسها في مدارس (أولى/ مطبخ) و(سادس/ بلكونة)؟؟



ومن الذي أطلق يد قيادات الهيئة في اختراع شتى الحوافز لموظفيها، من البدلات، والتأمين الصحي، إلى تمليك المنازل في مدة لا تتجاوز (10) سنوات؟ وترك وزارة (الإسكان قرييييبًا) تكافئ المحتكرين العقاريين تارة، وتسلم رقاب الناس لبنوك (الحلب بلا صر) تارةً أخرى؟؟



لا شك ـ ولا تطريز ولا تخريم ـ أن ميزة الهيئة الملكية للجبيل وينبع هي في الفكر الإداري المتقدم، والتخطيط المؤسساتي السابق لعصره وعصرنا وعصر يوم القيامة، الذي يجعل الكفاءة هي الشرط الأول في التوظيف؛ فلا يمكن أن يتسلم وكيل مدرسة متخصص في الشريعة مسؤولية تشغيل طريق (رأس الخير) مثلًا!! ويندر أن تسمع بفيتامين (واو) للترقية، أو توريث الوظائف!!



وصدق أو لا تصدق أنه لا وجود لمراقبة الحضور والانصراف، في الهيئة التي يبلغ تعداد موظفيها (5) آلاف؛ فلا توقيع، ولا تبصيم (5) مرات في اليوم!

ومع ذلك يندر أن يتأخر موظف عن بداية الدوام، أو يتقدم عن نهايته!!!



[email protected]