عبدالله المزهر

مدرجات الهيئتين!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الثلاثاء - 28 فبراير 2017

Tue - 28 Feb 2017

والهيئتان المقصودتان، كما تعلم أخي المواطن الصالح، هما هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهيئة الترفيه.



ويفترض أنهما هيئتان حكوميتان كل منهما لها وظيفتها التي لا تعارض الأخرى، وليستا فريقي كرة قدم، من يشجع أحدهما يجب أن يتمنى هزيمة الآخر، ولكنها الخصوصية السعودية التي تعرفها وتألفها أخي المواطن الصالح شريك هذا التراب والكلأ والماء والأقساط والرسوم والضرائب.



أردت أن أقول لك إنه لا مانع ولا ضير في ألا يكون لك رأي محدد في الهيئة، لن تخرج من الملة إن لم تعلن حبك لهيئة الأمر بالمعروف، وكراهيتك لهيئة الترفيه، ولن تكون من الصديقين والشهداء والأبرار إن فعلت العكس.



العاملون في الهيئتين موظفون حكوميون شأنهم شأن موظفي البلدية والشرطة والجمارك ووزارة الزراعة وهيئة الرياضة والشباب وغيرهم من موظفي الهيئات والصناديق التي تعج بها هذه البلاد المباركة. تخيل أن الأمر بهذه البساطة أيها الأخ الصالح.



إن كنت مولعا بالنقد ولا يعجبك «الحال المايل» ـ كما تعتقد ـ فالمفترض أن كل هيئة يؤخذ منها ويرد. لست مجبرا على أن يكون رأيك في الأجهزة الحكومية وعملها أشبه بأهزوجة في مدرج فريقك المفضل، الأمر يختلف قليلا أيها الشريك الغاضب.



وقد لاحظت ـ وفقني الله ـ أن هذه الطريقة في التعاطي قد أثرت على طريقة أداء بعض الجهات، فهي تحاول كسب جماهير «الفريق المنافس» ببعض القرارات التي لا معنى لها، وهذا أسهل بالطبع من محاولة كسبهم بالعمل المتقن والجيد والمفيد.



وعلى سبيل المثال لا الحصر، الشروط التي وضعت لحضور حفلة الفنان محمد عبده، كالالتزام بالزي الرسمي والهندام، ولو تحمس واضع الشروط قليلا لطلب أيضا تصديقا من إمام المسجد أو شهادة تثبت أن من يريد حضور الحفلة حافظ للقرآن الكريم بروايتين على الأقل، كل ذلك لكي يثبت لجماهير الفريق الآخر أنه يسير وفق «الضوابط».



وعلى أي حال..



نقد أخطاء أي جهة كانت هو أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، ولكن الانتقائية في النقد وفق أجندات معينة والتجييش من أجل أشياء عادية هدر للوقت والجهد، وإلهاء عن أمور تبدو أهم!



[email protected]