تعليم الحلب والصَّرِّ!!

لم يعترف السيد (شداد بن قراد) بولده من (شغالته) الحبشية (زبيبة)؛ الذي تعددت أسماؤه وألقابه ولكن جميعها يعني (الأسود الشين)، وأشهرها (عنترة) وهو نوع من الذباب الأسود الشين برضو... وهل هناك ذباب أبيض وسيم؟



وخلافًا لأنظمة الأمم المتحدة؛ فقد اعتبره (شداد بن قراد) إنتاجًا جديدًا من (منقيته) البشرية؛ التي لا ترتقي إلى إنتاج (منقيته) من مزاين (الملح): جمع ملحاء وهي الناقة السوداء، ويعدونها رغم لونها من أصائل الإبل في (أم رقيبة)؛ حيث تباع بملايين الريالات، بشيكات مغسولة بالماء والصابون ودهن العود!! بينما حُددت دية (عنترة) بـ(400) ألف ريال على الفحم! بعدما سرحه أبوه مع المماليك ليكون عبدًا صالحًا؛ إلى أن يرتفع سعره كالعقار؛ فيبيعه على (تشيلسي) خامًا دون أية مواصفات أو حتى (بنية تحتية)!!!



ولكن طموح الزميل (الفلتة) تجاوز السلم الوظيفي للرقيق من راعي (بهم) إلى راعي (غنم) إلى راعي (إبل)؛ وظل يتعلم في النهار مهارات الحلب والصر ـ وهو إغلاق (بزبوز) الناقة بعد حلبها حتى آخر قطرة ـ وفي الليل يذاكر (من وراهم) فنون الفروسية والقتال؛ مستغلًا إطفاء والده المتقاعد جميع (اللمبات) والنجوم والقمر، حتى وقت (المطرات) الغزيرة؛ لارتفاع فواتير (الكرهب)!



وسرعان ما رصدته (دبابيس) الحي؛ بالتعاون مع دبابيس خلقة الله (ترمب)، وصوروه وهو يلتقي الزميلة (عبلة) أثناء عرض (كوميك كون) تحت الصخرة الشهيرة في (عيون الجواء) ويعترف لها بأروع بيت (رُقِّمت) به فتاة سعودية:

فَوَدِدْتُ تقبيلَ السيوف لأنها * لمعت كبارق ثغرك المتبسِّمِ!!



ولكنه فوجئ بها تصفعه على الملأ، وتصرخ والدموع على خديها (مطرات مطرات): اعترف من هي يا خائن؟ أليست (علا الفارس) في دعاية لمعجون أسنان؟؟



وركضت وحاول اللحاق بها، ولكنه فوجئ أيضًا بثورٍ هائج يخرج عليه من أحد (الشبوك)؛ فنكص على عقبيه هاربًا!! فلما أنكر عليه المهايطون من الإعلاميين السعوديين: تهرب من ثور وأنت عنتر؟ قال وطرف ثوبه بين أسنانه «ومن يفهم الثور أني عنتر»؟



ومن يومها اعتزل الكر والفر، وأصبح مستشارًا (ثوريًا) متجولًا كبسطات شاهي الجمر؛ وآخر محطاته وزارة التعليم (فيذا)، التي يبدو ـ ويبدو فقط ـ أنها قررت الاستفادة من خبراته في الحلب والصر؛ فأعلنت برنامج التأمين (الاختياري) دون أن يكون لمعلم ولا معلمة خيار فيه ولا كوسا!!



وغدًا سننشر بعض ما سربته لنا الزميلة (عبلة) من برامج (الحلب والصر) العنترية العالمية المحدودة!!



[email protected]