محمد حطحوط

تذكرة لندن - برشلونة بـ75 ريالا!

الاحد - 19 فبراير 2017

Sun - 19 Feb 2017

شركة (راينير) المتخصصة في مجال الطيران قدمت عرضا مذهلا على متن خطوطها. حيث يسافر أكثر من مليون شخص على رحلة (لندن - برشلونة) بتذكرة قيمتها 20 دولارا (75 ريالا تقريبا)! وهذا يعني أنها أرخص من تذكرة الرياض -الدمام! بل إنها أرخص حتى من تذكرة قطار الرياض - القصيم الجديد! وعندما سمعت المعلومة لأول مرة من الأمريكي كريس أندرسون راودني شك كبير، وسؤال شارد: معقولة؟ ولأن علم إدارة الأعمال متجدد ومذهل بدأت رحلة البحث والتقصي عن مصداقية المعلومة، حيث دخلت موقع الشركة وكتبت لندن ووضعت في خط السير مدينة إسبانية، وكان المبلغ الذي ظهر أعلى الشاشة 91 ريالا! وهذا سعر يعد رخيصا جدا لرحلة دولية! هنا تأكدت صدمة أندرسون، وبقي السؤال الأكثر إلحاحا والأكثر إثارة: كيف فعلوا ذلك؟ كيف تقدم رحلة دولية بهذا السعر، بالرغم من التكاليف المخيفة لقطاع الطيران؟!



وللإجابة عن هذا السؤال، بدأت رحلة أخرى مع مدير الشركة التنفيذي، حيث يقول: هناك طريقتان، أولا تقليل التكاليف من استئجار مطارات رخيصة والإركاب المباشر لتقليل تكلفة البوابة، وثانيا البحث عن طرق جديدة لتوليد المال أثناء الرحلة، فالمسافر يدفع للأكل والشرب والشنط وعمولة من تأجير السيارات والفنادق لركابها وإعلانات التسويق على متن الطائرة لشركات مختلفة وغيرها. كل هذه مجتمعة تحقق هامش ربح جيدا للشركة.



ويستمر المدير التنفيذي في حديثه المثير: حتى هذا السعر - 75 ريالا - ليس مرضيا لطموحنا! لأننا ننوي في المستقبل تقديم كل خدماتنا - رحلات الطيران الدولية - بالمجان! هناك استراتيجية - يضيف الرجل - يجري التأكد من جدواها الاقتصادية وهي تحويل الطائرة لتكون (كازينو) متنقلا! حيث تكون تذاكر الرحلات مجانية ونبحث عن طرق غير مباشرة لتغطية تكاليف الرحلة. القصد من هذا هو أن قطاع الأعمال مقبل على أنماط جديدة للكسب المالي قد تربك كثيرا من التفكير التقليدي. أضف لهذا نجاح الشركة تسويقيا من تناقل الناس أخبارها وأسعارها المنافسة Word of Mouth.



أندرسون كوبر نفسه أربك دور النشر عندما قدم كتابه الجديد الذي أسماه (مجانا FREE) مجانا. نعم اسم الكتاب (مجانا) وقدمه للناس دون مقابل! وما الذي حصل عليه إذن كوبر وكيف غطى قيمة الطباعة الورقية؟ انتشار عظيم للكتاب حول العالم، وأخرج قيمة طباعة الكتاب أضعافا مضاعفة في أجرة إلقاء كلمات ودورات حول العالم!



[email protected]