الخطوط مشغولة.. ليش نأكل قرصان وعندنا تبولة!

أولا وقبل كل شيء دعونا نتفق أن من حق أي (كيان) استقطاب وتوظيف من يرغب طالما اعتقد أن من جاء للقيام بهذا المنصب على قدر كاف من التأهيل والمهارة والقدرة الوظيفية فضلا عن (الخبرة)، حسنا هذا لا خلاف عليه ويمكن لأي شركة تجارية القيام بذلك لكن من حر مالها، في المقابل حين يتعلق الأمر بكيان يمثل الدولة بل ويحمل اسمها هنا تختلف الحسابات، فالمال العام لا يملك حق بعثرته والبذخ فيه آراء شخص أو أشخاص، بل يخضع لرقابة عامة ومعايير معينة تبدأ بالإعلان عن الشاغر وتنتهي بفرز وفحص السيرة الذاتية لكل المتقدمين ثم تطبق معايير الاختيار وأخيرا التعيين بكل شفافية، فحين نستقطب موظفا مؤهلا في صيانة المحركات النفاثة مثلا فذلك طبيعي، لكن أن نتعاقد خفية مع كوادر وبمبالغ باهظة رغم وجود كوادر وطنية مؤهلة فهذا ما لا يمكن قبوله أبدا تحت أي ذريعة واهية تسوقها الجهة الموظفة، والحديث هنا عن الخطوط السعودية بوضوح، والغريب في الموضوع أن الخطوط اتخذت خطوات متتالية وكأنها تقصد استفزاز عميلها (رأسمالها) فضلا عن استفزاز موظفيها والكباتن العاملين تحت لوائها حين قصقصت بعض مميزاتهم واتجهت (شكليا) للترشيد وتقليل الإنفاق! المضحك المبكي أن تقوم الخطوط برفع قيمة التذاكر ثم تتذرع بوجوب تقليل النفقات وتوقف بعض الوجبات لبعض الوجهات، لكنها لم تقم بالخطوة الأهم وهي بدء الترشيد من الأعلى للأسفل! فهل يستطيع كبار موظفي الخطوط أن يطبقوا الترشيد على أنفسهم أولا ويسافروا على المقاعد السياحية؟ هل سيعيدون النظر في الرحلات (إياها) والتي تعودت الخطوط فيها على اصطفاء بعض الكتاب والصحفيين لجولات أوروبا وأمريكا في حفلة استقبال الطائرات؟ ثم اتخاذ مبدأ أطعم الفم تستحي العين!



ما علينا من كل ما سبق، المؤسف أن في هذه المؤسسة العامة كوادر وطنية شابة يمكن الاعتماد عليها ولكنها ترحل ولا تستمر لأسباب عدة، أهمها طبعا عقدة الخواجة، وعلى المسؤولين في الخطوط السعودية أن يفيقوا فهذا الكيان أخرج لنا وزيرا سابقا ورئيس تحرير صحيفة رائدة حين كانت الخطوط مصنعا للكوادر لا طاردة لها!



خاتمة/ حين نحتفي منذ عام 2005 بأول كابتن طيار سعودية (هنادي زكريا هندي) ثم نعلم أنها اليوم عاطلة بلا عمل، وتأتي الأخبار حاملة خبر التعاقد مع السيدة كريستي فذلك يعني أن الخلل كبير بل وكبير جدا في مفهوم الاستقطاب والتعيين في عقلية الإدارة.