عبدالله أحمد العولقي

نشأة الملك سلمان الإسلامية

الخميس - 26 يناير 2017

Thu - 26 Jan 2017

أتم الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، حفظ كتاب الله عز وجل القرآن الكريم تلاوة وتجويدا وهو في سن العاشرة من عمره، وكان لهذا الأمر الأثر الكبير في نفسه باهتمامه طيلة العقود الماضية بالقرآن الكريم وعلومه، وإقامة المسابقات المتنوعة في حفظه وتفسيره، ودعمه اللا محدود للجمعيات الخيرية المتخصصة في تحفيظ القرآن الكريم للكبار والصغار.



لقد تلقى حفظه الله العلوم الشرعية المتنوعة على يد كوكبة من كبار العلماء والمشايخ، وبعد أن نال قسطه المعلوم منها توجه إلى التثقيف الذاتي والتعلم المستمر عن طريق الاطلاع والقراءة، ولذا يعد أكثر الأسرة الحاكمة ثقافة واطلاعا ومعرفة في الفنون والمعارف كافة، وكان له اهتمام خاص بتاريخ الجزيرة العربية عموما وتاريخ نجد وأسرته الحاكمة على وجه الخصوص.



وبخصوص العمل الخيري في المملكة العربية السعودية، يعد الملك سلمان بن عبدالعزيز أحد أهم من أسسوا العمل الخيري في المملكة منذ عهد والده الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، رحمه الله تعالى، ولذا هو على رأس العشرات من الجمعيات الخيرية ذات الأنشطة الاجتماعية والخيرية المتنوعة إبان إمارته لمنطقة الرياض.



يقول سماحة المفتي العام، رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ إن للملك سلمان الجهود العظيمة في مجال خدمة الإسلام والمسلمين ومنها العناية بالقرآن الكريم، مستحضرا المسابقة المحلية على جائزته لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات، والتي أحيت روح التنافس المحمود بين ناشئة وشباب المملكة، لما فيه سعادتهم وفلاحهم في الدنيا والآخرة.



ومن أعماله الخيرية التي يشهد له بها القاصي والداني من مسلمي المشرق والمغرب اهتمامه الدائم بالحرمين الشريفين، فقد دأب كما دأب والده الملك عبدالعزيز، وإخوانه الملوك السابقون، تغمدهم الله بواسع فضله ورضوانه، على خدمة الحرمين الشريفين، فقد غسل جلالته جدار الكعبة المشرفة بماء زمزم المخلوط بدهن العود وماء الورد، كما أشرف بنفسه على مشروع رفع الطاقة الاستيعابية لصحن المطاف، وكان مهتما بمتابعة المراحل التنفيذية لتوسعة الحرم المدني الشريف.



لقد كان إبان إدارته لمنطقة الرياض طيلة 50 عاما أنموذجا يقتدى في الإدارة والقيادة، كيف لا وهو مضرب المثل في دقة المواعيد واحترام الدوام، وعلى الرغم من انشغالاته المكثفة في جوهر عمله الإداري والتقائه بأشقائه الملوك واستقباله للوفود ومتابعته لملفات سياسية مهمة إلا أن كل ذلك لم يشغله عن العمل الخيري، فقد كان خلال هذه المدة مترئسا لعدد من الجمعيات الخيرية المتعددة الأنشطة، ولم تقتصر أعماله الخيرية على داخل المملكة وحسب، بل تعدتها إلى بلاد المسلمين في الشرق والغرب، حيث كان يترأس اللجان الشعبية لإغاثة المنكوبين في بلدانهم سواء جراء الكوارث الطبيعية كالفيضانات والزلازل أو جراء ويلات الحروب والصراعات السياسية.



كما أسس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والذي يهدف إلى تقديم المساعدة الإنسانية والإغاثية من المملكة إلى دول العالم، وبالأخص للشعب اليمني الذي يعاني من ويلات الحروب وفجائعها التي شنتها قوى الانقلاب غير الدستوري على الشرعية في ذلك البلد الشقيق، وقد تم تخصيص أكثر من مليار ريال خاصة للمساعدات المقدمة لليمن.



إن تنوع المجالات الخيرية التي عرف بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، طيلة عمله القيادي والإداري ليدل دلالة واضحة وصريحة على مدى تجذر الأخلاق الإسلامية السامية في نفسه، ومدى حبه وشغفه العارم حول هذا الاتجاه الإنساني النبيل الذي يدل على مدى قوة الأسس والثوابت التي أنشأها الملك عبدالعزيز رحمه الله، في إرساء دعائم هذا الوطن النبيل، وما هذه الأمثلة والنماذج إلى نتائج طبيعية لذلكم الغرس الطيب المبارك، نسأل الله تعالى أن يحفظ الملك ووطننا الغالي.