حسن الشمراني

قطط النقاهة

الاحد - 22 يناير 2017

Sun - 22 Jan 2017

قد يعتقد البعض بأنني سأقوم بعمل إعلان تجاري مدفوع الثمن عن نوع نادر من القطط يسمى قطط النقاهة، ولكن الحقيقة هي أن هذه القطط موجودة لدينا ومتوفرة بكثرة بكل الأشكال والألوان، وتزاحمنا في الشوارع وحتى بين مكائن السيارات، خاصة في هذه الشتاءات الباردة، وقد تصيبك الدهشة أحيانا عندما تجد أحد هذه القطط وقد ربض أمام باب بيتك ويرمقك بعينيه الخضراوين غير آبه بك وبأناقتك ورائحة عطرك.



لكن الواقع يقول بأن جرأة هذه القطط قد وصلت إلى مراحل متقدمة ولم يعد الأمر يقتصر على الوقوف أمام الأبواب، حيث وصلت بهم الجرأة إلى الدخول إلى مستشفى النقاهة بالرياض والتجول في ردهاته والأكل مما لذ وطاب من بقايا طعام المرضى المقعدين، ومن يدري فقد يأخذها النعاس فتلقي بجسدها المنهك من اللف والدوران في الممرات على أقرب سرير وبجوار أحد المرضى الذين لاحول لهم ولا قوة في إبعادها عن أسرتهم، كون غالبية المرضى بهذا المستشفى ما بين مشلول شللا نصفيا أو شللا رباعي أو من كبار السن المقعدين.



ولقد غرد أحد المعوقين بمستشفى النقاهة بالرياض في حسابه في تويتر عن معاناة المرضى بالمستشفى من تجول هذه القطط داخل أروقة المستشفى مدعما هذه التغريدات بمجموعة من الصور لهذه القطط وهي تصول وتجول داخل غرف المستشفى، وفي إحدى الصور لم أخف تعجبي من منظر قط يسير بكل تعجرف وخيلاء داخل غرفة أحد المرضى، ويتطلع بكل وقاحة إلى طعام المريض الموجود على الطاولة، ويتحين الفرصة للانقضاض عليه كون المريض عاجزا عن الحركة، وغير قادر على طرد ذلك الزائر الوقح.



إنه لمن المؤلم حقا أن يصبح هؤلاء المرضى غير القادرين على الحركة عرضة لتهجمات هذه الحيوانات الضالة وما قد تحمله من أمراض خطيرة والتهابات متعددة، والأكثر إيلاما هو أن يحدث كل هذا داخل مستشفى حكومي لم يوجد أصلا إلا لراحة هؤلاء المرضى والعناية بهم، فإذا بهم يفاجؤون بمثل هذه الزيارات المزعجة من قبل القطط الضالة والهائمة القادمة من الشوارع الخلفية، لتزيد من معاناتهم وتقلق راحتهم وربما تفاقم أمراضهم وتنقل لهم أمراضا أخرى جديدة وخطيرة.