شاهر النهاري

مهر السلام الغالي لمن؟

الثلاثاء - 17 يناير 2017

Tue - 17 Jan 2017

ينعقد في فرنسا حاليا مؤتمر السلام الدولي بمشاركة 70 دولة، إضافة إلى خمس منظمات دولية، من بينها الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الأوروبي، في مساع جديدة عاجلة للتوصل إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، رغم غياب إسرائيل، التي رفض رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو المشاركة معتبرا بأن هذا المؤتمر عبارة عن خدعة فلسطينية برعاية فرنسية تتعمد اتخاذ بعض المواقف العدائية ضد إسرائيل.



كما أكدت (تسيبي هوتوفيلي)، مساعدة وزير الخارجية الإسرائيلي رفض بلادها الشديد للمبادرة الفرنسية، ووصفتها «بالوهم البالغ الضرر».

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد صرح سابقا في الفاتيكان أن «كل محاولة لإضفاء طابع شرعي على ضم إسرائيل غير المشروع للمدينة (القدس)، سيقضي على أي عملية سياسية، وسيبدد الآمال بحل يرتكز على أساس دولتين، وسيشجع التطرف في منطقتنا والعالم».



ويسعى هذا المؤتمر إلى عدم الاعتراف بأي تغييرات نشأت على الحدود وما بني من مستعمرات منذ النكسة، بما في ذلك القدس، إلا ما يتفق عليه الطرفان من خلال المفاوضات، ووفق مسودة ختامية كانت صحيفة الأيام الفلسطينية قد نشرت نصا متوقعا لها.



ويتبنى المجتمعون ضرورة إعادة تأكيد الطرفين الالتزام بمبدأ حل الدولتين، وتلبية احتياجات إسرائيل الأمنية، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، وإنهاء الاحتلال، والامتناع عن اتخاذ خطوات أحادية تحكم مسبقا على نتائج مفاوضات الوضع النهائي، إضافة إلى حل جميع قضايا الوضع على أساس قرارات الأمم المتحدة، مع مراعاة حقوق الإنسان، وتحفيز الطرفين بوعود سياسية واقتصادية في حال الاتفاق، مما كانت قد تضمنته مبادرة السلام العربية.



وقد طالبت السلطة الفلسطينية بآليات واضحة لمتابعة المفاوضات، وجداول زمنية واضحة ومحددة للتوصل إلى خطوات الاتفاق وتنفيذها.

غريب مريب هذا التحرك المفاجئ، فلا يظهر للعيان حقيقة وخبايا هذا المؤتمر، وهل هو حقيقي يقصد به السلام، أم إنه مجرد ذر رماد في أعين الفلسطينيين ممن دخلوا بعد النكسة في مئات المؤتمرات، ولم يطولوا منها إلا المرار والحرب والعزلة والخلافات، والتشتت.



ما هذا المؤتمر الذي لا يحضره ولا يقره طرف النزاع الأهم فيه!

أتراه ينعقد بنوايا من الدول العظمى لإعادة ترتيب مقامات هيمنتها وأهميتها دوليا، وخصوصا في الشرق الأوسط، الذي تشيع فيه الفوضى، وتزيد المطامع بتبادل الهيمنة.



ويتساءل العقل الحائر، هل نحن أمام لعبة القط والفأر، بحيث تحاول الدول المجتمعة تثبيت قانون دولي هام مصيري مثل هذا، الذي لم يتم حله من خلال فرص عظيمة منبسطة في السابق، لتسارع به بعض الأطراف تحايلا في فترة انتقال مقاليد الحكم بين الرئيس أوباما الضعيف، وبين الرئيس الأمريكي القادم ترامب العنيف، والذي صرح علانية بأنه سيقوم بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس حال تسلمه الحكم.



البعض يطبلون للمؤتمر، وكثير من العارفين يجزمون بأنه مجرد تمثيلية سامجة، ستزيد في محصلتها من تدهور الأوضاع الفلسطينية، وربما يكون آخر المحاولات الشكلية قبل بدء الاعتراف الدولي بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولتحقيق اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية المزمع.

الدول العربية تدخل المؤتمر من خلال الجامعة العربية، فلا نعرف هل هذا موقف قوة، أو ضعف.!

سننتظر ونرى، وربما أن مهر السلام كان عزيزا في الماضي، مما جعل سندريلا وكثيرا من البشعات يسعين لنيله، ولو كان بدون سلام!



[email protected]