ناصر عليان الخياري

وغاب زعيم الشعر!

الاحد - 15 يناير 2017

Sun - 15 Jan 2017

الخميس غيب الموت الشاعر مساعد الرشيدي أحد أبرز الشعراء الذين أثروا الساحة الشعرية، وهو بحق أحد أهم الشعراء الذين شكلوا الوجه الجديد للساحة الشعرية منذ التسعينات الميلادية. إذ تحسب له تلك النقلة الفنية التجديدية في الشعر النبطي، فتجربته الشعرية آنذاك لفتت الأنظار إليه رغم حداثتها، وامتازت قصائده بالمفردات الأخاذة، فمعجمه اللغوي كان فريدا بمفرداته، كما أن شكل قصيدته تجاوز الشكل التقليدي السائد إلى وجه جديد، معلنا بذلك عن بوادر التجديد في النمط الشعري.



الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن الاسم العريق في عالم الشعر، ذلك العلم احتفى بشاعرية مساعد في بدايته وكان ممن راهنوا على نجاح تجربته، ذلك الاحتفاء نبع من حرص الأمير على الشعر أولا وعلى دعم منابعه الأصيلة لتتدفق إبداعا.



وهو وفاء من الأمير للشعر الذي يعشقه، وأبدع فيه، ولعل تميز تجربة مساعد الشعرية وما أضافته للشعر من وهج شهادة لعمق ذائقة الأمير الشعرية وما يمتاز به من قدرة نقدية أصيلة على اكتشاف الشعراء الأصلاء ودعم الإبداع.



من أهم المحطات الشعرية للشاعر الراحل قصيدة «سيف العشق» التي نالت صدى واسعا، وكتب عنها كثيرون، حتى إن ديوانه حمل اسمها.



الحديث عن مساعد الشاعر يطول ولا يقصر، ولا يمكن أن يفيه حقه مقال محدود المساحة، وكذلك مساعد الإنسان الذي كان دائما مثالا للشموخ، والعزة، والإرادة الصلبة، والابتسامة الواثقة، رغم أن أشهره الأخيرة تصعب على كل الرجال، إلا أن أبا فيصل كان ثابتا ببسالة كثبوته ضابطا عسكريا في ساحة الوغى، رغم كل الألم العنيف الذي جره عليه المرض الصعب، كانت ابتسامته سيدة الموقف، وبشاشة وجهه المرهق الأقوى فوق كل طقوس المعاناة.



كان متفردا في شعره، متفردا في حب أصدقائه، حتى في موته كان متفردا فقد كانت وفاته يوما أجمع الجميع فيه على حبه وفقده ليس من يعرفونه عن قرب أو من أبناء وطنه فحسب؛ بل حتى من هم خارج حدود الوطن أجمعوا على حبه وفقده. رحل زعيم الشعر وترك وراءه تاريخا شعريا مليئا بالإبداع وسيرة عطرة تذكر فتشكر.