عبدالله المزهر

سبعة.. وسبعون!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاحد - 15 يناير 2017

Sun - 15 Jan 2017

وسبعة أيها السيدات والسادة هو رقم التمام والكمال في كثير من الثقافات، وفي أماكن أخرى من هذا الكوكب فإن لفظ «سبعة» يستخدم كتعبير عن طلب المساعدة من الجن، فيكون المقصود: سبعة شلوك أو سبعة نفروا بك أو سبعة فصلوك من وظيفتك، إلى آخر ما يمكن لهؤلاء السبعة القيام به من أعمال انتقامية لصالح الضحية طالب النجدة!



أما سبعون فهو سبع عشرات، ويستخدم هذا الرقم للدلالة على الكثرة (إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم)، فالمقصود بالسبعين مهما استغفرت لهم وليس المقصود الرقم في ذاته.



وللدلالة على التهويل والكبر والضخامة، (ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه) أو (سبعون خريفا).



فإذا اجتمع الرقمان معا ـ أي سبعة وسبعون ـ فسيكون أمرا بالغ السوء، ومثال ذلك المادة التي أقرتها وزارة العمل، والتي تتيح من خلالها لشركات ومؤسسات القطاع الخاص فصل الموظفين فصلا تعسفيا دون أسباب. وهو أمر يستحي الجن ويترفع عن فعله لو تم استدعاؤهم بقولنا «سبعة» وحدها دون سبعين.



ومشكلة الأنظمة التي يسنها طرف واحد أنها غالبا تكون في صالح طرف واحد أيضا، لو وجدت نقابات عمالية ـ والعياذ بالله ـ أو جهات تدافع عن حقوق العامل والموظف وتشارك مع جهات تشريعية في سن الأنظمة والقوانين لآمن الطرف الثاني بالذي آمن به الطرف الأول.



والحقيقة أن كثيرا من الشركات والمؤسسات الخاصة كانت تضرب دون عصا، وكل ما فعلته هذه المادة أنها قدمت لمثل هذه الشركات عصا غليظة وقالت دونكم ظهور الموظفين في الأرض فاجلدوهم ولا تأخذكم بهم رحمة ولا شفقة، وكذلك يفعلون.



وعلى أي حال..



قد يبدو أمرا غريبا حين تكون أولى بوادر الاعتماد على القطاع الخاص في حل مشكلة البطالة هي تسريح الموظفين وفصلهم تعسفيا، لكن قد يكون في الأمر حكمة لا يعلمها السبعة ولا السبعون، وربما لن تحل هذه المشكلة التي تؤرق كل دول العالم إلا بالمادة السابعة والسبعين التي تقول فيما معناه: «وداوها بالتي كانت هي الداء».



[email protected]