أشياء في الإعلام!

الاحد - 08 يناير 2017

Sun - 08 Jan 2017

الإعلام سلاح ذو حدين، والحدان جارحان، وغابة مليئة بالوحوش وأهم وأخطر أدوات الصراعات السياسية والعسكرية والاقتصادية؛ إذا استعمل في نقل الحقيقة والعمل الهادف يرقى بالمجتمع ويزيل ما تكرس في الأذهان، ويصحح الأفكار وينشر ثقافة التسامح والاعتدال، والعكس صحيح لأنه يوجد إعلام ربحي لا يهمه شرف المهنة وحرية التعبير، بل هدفه تشويه الصورة وتزوير الحقيقة وتغليف الحق بالباطل وتشويه معنى القدوة والأسوة، وتسفيه من أعده خصمه وإثارة قضايا تاريخية قديمة لزرع الفتنة وتمزيق الوحدة.. وبينهما إعلام رسمي لا يلبي الطموح ولا يسلط الضوء على الهموم الحقيقية ولا يضع رأيا أو نقدا أو حلا إيجابيا.. هذا الإعلام هو سمة العصر وقد قوي واشتدت سطوته وأصبح قوة جبارة تؤثر تأثيرا مباشرا في الأحداث خاصة بعد العمل بالبث المباشر المرئي للقنوات الفضائية... الإعلام بكل اتجاهاته هو صناعة للأفكار بصياغة معينة ليتسوق وينتشر في ذهن الناس وفي المجتمع، ويصل لأفكارهم وصدورهم لأنهم هم من يحرصون على التفتيش عنه.. وللأسف نرى ونشاهد الكثير من العنف الذي يمارسه بعض الإعلاميين في برامجهم وكتاباتهم وكتبهم واستبدال الأحبار بالسموم والدسائس بما يتناقض مع المسؤولية الاجتماعية والالتزام الأخلاقي مما يجعلنا نقول إن الإعلام قاتل.. قاتل.. ولكن بخيط من حرير!



الحقيقة.. لم يعد الاستعمار اليوم بغزو الأراضي والسلب والنهب.. إنما صار الاستعمار يصل لجميع البيوت ويدخل من الأبواب وتفتح له الأفئدة ويؤثر بشكل سحري ويصبح الجميع له كائنا استهلاكيا!