مانع اليامي

الإرهاب ضد الشرق والغرب

الاثنين - 26 ديسمبر 2016

Mon - 26 Dec 2016

بداية، لا يؤيد الإرهاب، كيفما كان وأينما كان، إلا فاقد عقل وبصيرة، هذا هو الصحيح الموازي لصحة سوء الأعمال الإجرامية على كل المستويات، وفي أي مكان في العالم لأسباب أسهلها للفهم أن الإرهاب ضد السلام والحياة والحضارة وهذا يكفي.



العام الجاري يطوي أواخر أيامه في أجواء ملتهبة، والخوف يتصاعد مع كل لحظة في اتجاه نهاية العام وقرب بداية احتفالات عيد الميلاد وعيد رأس السنة الجديدة على هامش أحداث دهس المتسوقين في برلين بألمانيا، ومقتل السفير الروسي في أنقرة، وما حدث في الأردن ومصر حيث استهدفت الكنيسة القبطية، على ذلك الهامش يتصاعد الخوف وتتنوع التحليلات السياسية والأمنية، وتبقى السيادة للتحذير من الهجمات الإرهابية، ولا سيما أن دولا مثل ماليزيا وأستراليا وبريطانيا وأيضا ألمانيا قد أعلنت مؤخرا عن التمكن من إحباط هجمات إرهابية، مما يعني عودة نشاط العمليات الإرهابية مجددا.



الاختلاف هذه المرة أن الخوف يتمدد، ومن المتوقع أن سقف وعي الشعوب بالخطورة ارتفع وأطلق عنان الظنون والريبة، ومن السهل والأمر محفوف بكل الشكوك أن يوضع الإسلام بل والمسلمون في قلب دوائر الشك، رغم أن عددا من الدول الإسلامية اكتوت بنيران الإرهاب مرات ومرات، ومن الإنصاف ذكر المملكة العربية السعودية رمزا لما تعرضت له من مفاجآت مؤلمة، وتقديرا لدورها الحازم في محاربة الإرهاب، بل ومحاصرته عبر استراتيجية الاستباق، وفوق ذلك سعيها الحثيث للم شمل المجتمع الدولي في وجه الإرهاب ورعاته، إيمانا منها بحتمية دخول المجتمع الدولي - بما فيه الدول الإسلامية - المعركة صفا واحدا طالما أن الإرهاب لا يستثني أحدا.



باختصار، المساجد وهي بيوت الله، لم تسلم في السعودية من خبث الإرهابيين، وسوء عورات أفعالهم، وهذا يكفي وهذه البلاد مهبط الوحي وفيها قبلة المسلمين لتبرئة الإسلام من أفعال الخارجين على تعاليمه السمحة، حتى وإن تسموا به وتظاهروا بالدفاع عنه. فلم يعهد أن التاريخ الإسلامي عبر كل العصور اتخذ من ترويع الناس وسيلة لأي غرض، بل في الإسلام عصمة للنفس، وهذه هي الحقيقة.



أخيرا، الوقائع تقول شأنها شأن الواقع إن الإرهاب عدو مشترك للجميع، مسلمين ومسيحين وغيرهم، والأمر كذلك، يبقى من اللا عدالة أن يصبغ الإسلام بلون الإرهاب ويدفع أبناء العالم الإسلامي فاتورة من وجهوا بنادقهم وما زالوا لصدور المسلمين بداية وفي كل حين.



لن يهزم الإرهاب قبل أن يفهم ويتعامل معه على هذا الأساس.. وبكم يتجدد اللقاء.



[email protected]