يا شماتة العامية في (الأمية) العربية!!

ذكرنا أستاذنا الضخم الدكتور (مرزوق بن تنباك) بأستاذنا الآخر البروفيسور (عوض القوزي)، في مقالة تنضح بالوفاء من عنوانها: (البروفيسور القوزي ويوم اللغة)!!

«ولرب ذكرى جددت حزنا»؛ حيث قضى (القوزي) ـ رحمه الله ـ بعد نهاية إجازة الحج (1434هـ)، ضحية لـ(بعير) سائب في طريق (الليث ـ جدة)؛ الذي قلنا: إنه أسوأ من (خط) الزميل (محمود تراوري) وهو يكتب على موج البحر: (نقصتي ما نقصتي.. الدوري إتي إتي)؛ مخاطبا دولة (الفيفا) الغاشمة بقرارها خصم (3) نقاط من نادي الشعب (الاتحاد)!!



وقد تحسن خط (تراوري)؛ إذ صارت ابنته (منار) هي التي تكتب له على (الآي فون)، فيما ما يزال خط (الليث ـ جدة) كخط (الجموم ـ جدة ـ مكة) رايح جاي!!!

يقول الدكتور (مرزوق) عن البروفيسور الراحل: «كان رأيه أن الاحتفال باللغة يجب أن يكون عمليا بإثرائها وإبراز تراثها وتنشيط عملها في المجتمع»!

وكان النادي الأدبي بالرياض قد أقام أنسية لا تمسى.. عفوا: أمسية لا تنسى، أحياها القوزي وابن تنباك، خلصا فيها إلى أن اللغة المحنطة باسم (الفصحى) ليست إلا مستوى واحدا من مستويات اللغة، التي تشمل جميع المستويات الأخرى الموصومة بالعامية (الكخة)!!



وطرح (الطابع بأمر الله) تساؤلاته التي ما زال وسيظل يكررها، كما ظل الرفيق الأخير (صالح المنصور) يكرر مسلماته عن حقوق العمال، والكادحين، والمرأة! وهي: لماذا لا نعترف ببقية اللغات العربية، وجميعها أقدم وأعرق من الفصحى؟ وللمتباكين على كتاب الله العظيم؛ فقد نزل القرآن بها جميعا، ومن له أدنى علم بالقراءات الصحيحة يدرك جيدا أن الفصحى ليست سوى القاموس المشترك بين تلك اللغات؛ فكيف نجمد الرغوة، ونهرق تحتها «اللبن الفصيح»؟

وإذا لم يأت هذا الاعتراف الرسمي؛ بناء على جهود العلماء المجددين كالقوزي ـ عضو مجمع اللغة العربية في القاهرة، وعضو مجمع اللغة العربية في دمشق، وعضو مجمع اللغة العربية في المملكة الأردنية الهاشمية ـ فهل نرجو أن تأتي به جامعاتنا وقد اعتمدت فيها (الإنجليزية) لغة للعلم، وهي التي كانت (كخة) اللغات العالمية؟



أم تأتي به الأندية الأدبية؛ وقد احتفلت بيوم اللغة بـ(الشيلات الشعبية)؟ أما في التعليم العام الطام فقد كتبت بعض أسماء أمناء اللغة العربية بالحروف الإنجليزية!!

ويلومون فتياتنا المراهقات إن تعلمن اللغة (الكورية)؛ إعجابا بفرقة (سفن تين) الغنائية!!!!