شاهي على الجمر

الخميس - 15 ديسمبر 2016

Thu - 15 Dec 2016

خرج إلينا أحد الخطباء هذه الأيام بموضوع مهم وحيوي ومفصلي في تاريخ الأمة ومستقبلها وحاضرها، موضوع يلامس الواقع ويعالج إحدى المعضلات التي تعيشها الأمة، مما يجعلنا نزداد ثقة في هؤلاء وفي خطابهم الذي يواكب العصر ويماشي التطلعات، ولا سيما ونحن مقبلون على رؤية المملكة 2030.



هذا الموضوع «الحيوي» هو انتشار بسطات شاهي الجمر بشكل واضح ولافت للنظر. وأنا هنا أتساءل في حيرة ودهشة: ما الذي حدا بأبنائنا وشبابنا لهذا العمل؟! ما الذي جعل هؤلاء الشباب يتركون مقاعد الجامعة والوظائف «المعروضة بالكوم» ليتفرغوا لبيع كوب شاي بريالين «وربما يكون بثلاثة ريالات عند إضافة الحبق أو النعناع أو البردقوش»؟!



ما الذي جعل هؤلاء الشباب يتركون الفرص الوظيفية في القطاع الخاص برواتبها المجزية «جدا»، التي لم تجد من يشغلها فأشغلت بالأجانب؟! ما الذي جعل هؤلاء الشباب الذين يتقاطرون ثراء وهم يقفون بسياراتهم «اللمبر قيني أو البوقاتي» على جنبات الطرق ليشبوا النار تلفحهم رياح المربعانية من أجل حفنة من الريالات؟!



ما الذي جعل هؤلاء الشباب الحاصلين على مؤهلات جامعية، وبعضهم بالماجستير، يكابدون العناء والمشقة ويتركون الفراش الوثير والوسادة الناعمة، ووزارة الخدمة المدنية قد فتحت لهم أبوابها على مصاريعها وشرعتها لهم من أجل تلك الوظائف برواتب تجاوزت الـ 21 ألف ريال، لن تتاح إلا لمن يحمل مؤهلات تؤهله لهذه الوظيفة، ولن تسمح «نزاهة» بأن يشغلها فلان ابن فلان أو علان حتى ولو كان ابن وزير.



لقد انتهينا من كل المواضيع الشائكة والمهمة والمفصلية لنتفرغ لهذه الجزئية البسيطة جدا، أصبحنا على مقربة من الوصول لسطح القمر ويهمنا بشكل كبير ألا نجد على سطح القمر أو المريخ لوحة كتب عليها «شاهي على الجمر» حتى لا نصبح مثار سخرية وتندر بين شعوب العالم الأول.

وكما قال المثل «الباب اللي يجيك منه شاهي على الجمر سده واستريح».