هادي الفقيه

لماذا الشباب السعوي عظيم؟

الأربعاء - 30 نوفمبر 2016

Wed - 30 Nov 2016

وهنا أقصد الجنسين الفتيات والشبان، الذين مع إشراقة كل شمس داخل الوطن، وفي قارات الكرة الأرضية يصافحون بأثرهم الطيب وبصماتهم المميزة أنفس البشر بطيب صنيعهم، تسابقهم لفعل الخير وحرصهم على إعمار الأرض بالعلم وبناء جسور الصداقة والمحبة مع شعوب الأرض.



يمكن أن أختصر الإجابة على السؤال أعلاه بأن أتحدث عن الضابط عامر الرميح البطل السعودي الذي يمثل جميع فرسان الوطن على الحد الجنوبي. هناك تتجلى عظمة الشاب السعودي، بشجاعته التي تنبت بستانا من الفخر في صدرك، بإيمانه الذي لا يتزحزح دفاعا عن دينه ووطنه، بعطائه الذي تجاوز كل معاني الكرم بأن يقدم روحه فداء لوطنه. عامر ورفاقه البواسل يذودون عن الوطن بينما تنعم أسرتي وباقي سكان وطني بالأمن في بيوتهم. شكرا من القلب أيها العظماء الحقيقيون، نصركم الله وأعزكم.



تشجعت للعودة إلى الحديث عن شباب وطني فيما أكتب لثلاثة أسباب، الأول الصورة التي تسوقها بعض وسائل الإعلام المؤدلجة عالميا وعربيا. ثانيا مقطع جميل لشاب أتمنى أن أعرف اسمه يتحدث عن الصورة النمطية السلبية التي تعزز في وسائل التواصل الاجتماعي عن الشاب السعودي وتبلده عاطفيا. وأخيرا نتائج «مؤشر الشباب السعودي 2016» الذي تحدث عنه أيقونة القيادة الشبابية الفذ هاني المقبل المدير التنفيذي لمركز الملك سلمان للشباب ضمن جلسات «منتدى مسك العالمي» في دورته الأولى.



مذهلون السعوديون دون مبالغة، شبان يرسمون خارطة وطن بإبداع وتفان أصبح وسما على جبين العالم. وبعيدا عن العاطفة تعالوا نرى منجزات أبناء الوطن داخليا وخارجيا:

المستشفيات تشهد نجاحات يومية لطبيبات وأطباء سعوديين يدونون بمداد من ذهب أسماءهم. هل تعلمون أن ما يقارب أربعة آلاف طبيب وطبيبة سعوديين يتدربون في الولايات المتحدة وأعلنت منظمة تدريب الأطباء الأجانب الأمريكية أن السعودية سادس أمة تدرب أبناءها الأطباء في جامعات ومستشفيات الولايات المتحدة. دعني أخبركم أيضا بفخر أن 80% منهم في أفضل 10 جامعات ومراكز طبية على مستوى العالم مثل جونز هوبكنز، مايو كلينك، هارفارد وكليفلاند كلينيك. أليس عظيما؟



هل تعرفون كم ممرضة سعودية، تترك أطفالها لتقضي الليل في غرفة العناية المركزة، أو تقف لساعات طويلة في غرف العمليات، وأخرى تعتني بمسنة كسرها المرض لتعاملها كمولودة لا تقوى على أبسط حاجاتها. أليس عظيما؟



هل دخلتم المصانع التي تضج بالكفاءات الوطنية، مهندسون مهرة في القطاعات كافة من النفط مرورا بالبتروكيماويات وحتى التعدين، هل دخلتم قمرات القيادة في طائرات

الخطوط السعودية ورأيتم تلك الوجوه المبتسمة تطير بنا حول العالم. أليس عظيما؟



هل تعرف متى تستيقظ المعلمة لتصافح بقلبها طالباتها الصغار في أعالي الجبال وبطون الأودية وبين كثبان الصحاري، هل تعرف كم معلما تحول فصله الدراسي إلى بيت يدمن

العيش فيه ويفخر بطالب يقف كالسهم يلقي قصيدة أو يحل مسألة رياضية معقدة. هل اكتشفتم دهاليز الجامعات التي أصبحت مسكونة بوجوه لم تتجاوز الثلاثين وتحمل شهادات الدكتوراه من أصقاع الأرض لتسكبها في كأس تنمية الوطن. أليس عظيما؟



أما رجال الأمن فوالله أستحي أن أكتب ما يصف بطلا يفتح صدره للموت على حدود وطني، أو رجل مرور سلم وجهه وجسده للشمس والحرارة صيفا والمطر شتاء كي ينظم المرور، أو حتى رجال الدفاع المدني الذين أصبحوا أصدقاء للموت في مواسم المطر، وأخيرا رجال المهمات الخاصة خدام حجاج بيت الله، الملازمون للشهادة مع إشراقة كل شمس كي ننعم بالحياة ويدحرون دعاة الفتنة وتقسيم الوطن. أليس عظيما؟



من يحضر المؤتمرات والمناسبات التي لا تهدأ في الوطن وعلى رأسها التي تنظم من قبل «مسك الخيرية» ومركز الملك سلمان للشباب، وأمثالها من مؤسسات الوطن، تسكنه فرحة عظيمة وهو يرى المبدعين يطرزون المسارح بإبداعهم، إما مبادرو أعمال أو أصحاب تجارب ناجحة في الإعلام أو العمل الخيري وحتى التعليم وتثقيف المجتمع. أليس عظيما؟



هل تعرفون أكثر ما يعشق الفتاة والشاب السعودي؟ إنه التطوع. تلك القيمة الإنسانية الرفيعة، فما إن يأتي نداء حتى ترى طلائع الفتيات والشبان يتسابقون لخدمة الوطن وتقديم مثال سام للمواطنة الحقة، لم يكتفوا بأن يرسموا على خارطة الوطن لوحة حب فريدة بل حتى في قارات العالم، وأجمل الأمثلة منظمتا «Us to U.S» و «Hand By Hand»، التي أسسها ويديرها مبتعثون ومبتعثات سعوديون في الولايات المتحدة لخدمة المجتمعات المحلية، ويقدمون نموذجا حقيقيا عن الإنسان السعودي المسلم العربي الشهم في خدمة الفقراء الضعفاء والمسنين والعناية بالبيئة. أليس عظيما؟



كريم يعطي من قلبه وجيبه ومشاعره، فإن اقتربت من حدود بيت بأقصى الشمال في طبرجل وحتى الخرخير جنوبا، ومن الظهران شرقا إلى جدة غربا سيصافحك وجه مرحب، وإن سافرت إلى أي بقعة في الأرض بها شبان سعوديون ستجد قلوبهم قبل بيوتهم قد فتحت لك. هل تعرفون مجلسي رائد بن زومه ومحمود آل غالب أبناء الباحة ومكة في واشنطن التي أصبحت محطة لأي مريض وطالب زائر، هل تودون أن أعرفكم على الجازاني صالح السدمي في أركانسا وسط أمريكا المسكون بالترحيب بأي طالب جديد.



وليس بعيدا ابن القطيف حسن المخرق في أوماها، نبراسكا مجندا نفسه للمرضى السعوديين، هل أدهشكم بالمناسبات التي تنظمها بنات خان السعوديات للآباء المرافقين لبناتهم في بيتسبيرج بنلسفانيا ليخففوا غربتهم. ليس في أمريكا ولكن اذهبوا إلى بريطانيا لتتعرفوا على حسن النجراني، شادي بادوود وعهود الجرف لتعرفوا ماذا يقدمون أيضا. سأتعب ولن أوفي أحمد الجبر في بكين. محمد حكيم الذي ترك جيلا محبا لخدمة المبتعثين في كندا. هناك في أقصى الأرض هاشم أبوطويل الذي لا يتوقف عن خدمة الطلاب السعوديين في مالبورن الأسترالية. أليس عظيما؟



أتعرفون من الأعظم؟ كل أم وأب من الشباب يبنيان بيتا صالحا يكون نواة لمجتمع فاضل منتج؛ ليكون جزءا صلبا لبناء أمة قوية عظيمة متماسكة نباهي بها أمم الأرض ونرتقي. دعكم من قصص الإحباط والسلبيين والمشكلات الأسرية ونسب الطلاق، التي هي في كل مجتمعات الأرض واسألوا عن الآباء والأمهات الشباب الذين عقدوا العزم على بناء بيوت صالحة متصالحة مؤمنة متفهمة. رأيت بعيني شابا يرضع طفلته التي تبكي خارج القاعة في واشنطن، بينما زوجته تكرم على المسرح لقبولها في واحدة من أقوى الجامعات الأمريكية. أعرف أم ثامر في بوسطن التي تعتني بثلاثة أطفال ليقضي زوجها ساعات طويلة في مكتبة الجامعة دون منة أو ملل. والأجمل والأروع هي قصص الاحترام المتبادل والتقدير الرفيع بين الزوجين، بعيدا عن التهكم أو تشويه الصورة الذهنية بين «الركب السود أو السروال وفنيلة». أليس عظيما؟



أعرف أن السلبيات، والمشكلات وحتى المصائب بين الفتيات والشبان السعوديين موجودة كباقي أهل الأرض، ولكن وددت هنا أن أقول بصوت عال لماذا الفتيات والشبان السعوديون عظماء. إننا نحتاج لأن نرفع صوتنا بالجمال والإنجاز ودعم كل جميل في حياتنا لنرتقي ونستمر في دفن أخطاء الماضي وتوسيع رقعة الإيجابية المحفزة على حياة أجمل.



أرسلت لأصدقاء كثر رسالة بسيطة: ما الذي يميز الشباب السعودي عن غيره؟ فأجمعت الردود على: الشهامة، الطيبة والوقفة التي لا تهزها الظروف ولا السنين.. أليس عظيما؟



ثروة الوطن الشبابية



1 أعداد المتطوعين والفرق التطوعية

2 عدد الأطباء والطبيبات

4 عدد المبتعثين

3 عدد الممرضات والممرضين والعاملين في المستشفيات الذين تعينوا في السنوات العشر الأخيرة

5 عدد الخريجين من الجامعات والابتعاث في السنوات العشر الأخيرة

6 عدد المعلمين والمعلمات الذين تم توظيفهم في السنوات الـ15 الأخيرة

7 عدد المهندسين

8 عدد رجال الأمن

9 عدد رجال وسيدات الأعمال الشباب (المبادرين)