شهداء الواجب

الأربعاء - 23 نوفمبر 2016

Wed - 23 Nov 2016

رصاصة غادره تغتال حارسا أمنيا في إحدى المنشآت، وأخرى حاقدة تودي بحياة رجل أمن مخلص في الطرقات، رصاصة من تلك وبأيدي من تطلق؟

هل هم خفافيش ظلام اندسوا بيننا يتصيدون رجال أمننا في كل القطاعات، لنستيقظ في كل يوم على خبر استشهاد أحدهم غدرا وبهتانا؟

من المستفيد من سفك تلك الدماء الطاهرة على الأرصفة وفي كل الأحياء وبكل خبث وغدر وتعمد وإصرار؟

هذا العدو الذي ينعم بخيرات هذا الوطن ويمارس حياته بشكل طبيعي هو عدو حقيقي وخطر لا نراه ولا نعرف وجهته، أهدافه كثيرة ومطامعه متشعبة، تارة يروع الآمنين وأخرى يغتال المخلصين بمكر ودهاء، يظن نفسه أنه من أذكى الأذكياء، وبجرمه المشهود يرى أنه حقق أهدافه وزاد من رصيده الإجرامي في قتل رجال الأمن وترويع أسرهم، ومحاولة الإخلال بالأمن الداخلي للبلاد بمخططاته الحاقدة.

كان هناك كثير من الشهداء الذين روت دماؤهم الطاهرة أماكن عملهم، لا ذنب لهم سوى أنهم يعملون بإخلاص حفاظا على أمن هذا الوطن لينعم أبناؤه بالطمأنينة والأمان، خرجوا من منازلهم بعد أن ودعوا أحبابهم على موعد لقاء على وجبة عشاء تجمعهم، ولكنهم رحلوا ولم يعودوا، كانت العائلة في انتظار ذلك الحبيب، ولكنه كان مع موعد الغدر والخيانة لعيون تترصده بحقد أسود، كان ضحية لرصاصة غادرة اخترقت جسده الطاهر لتنزف دماؤه الطاهرة على الأرض الطاهرة، لتحكي بطولة استشهاده، ولتزف لأحبته المترقبين عودته والمتشوقين لرؤيته خبر استشهاده.

رجال أمننا في كل القطاعات لا يزالون يقومون بواجبهم على أكمل وجه، وبكل تحد وإصرار لم ترعبهم رصاصة الحاقدين ولم ترهبهم مرارة الغدر، يرون أنفسهم ونراهم درعا واقيا لهذا الوطن وحصنا أمينا لأبنائه، رصاصة في قلوبهم توجع وطنا وتنزف ألما في قلب كل مواطن مخلص يستشعر حجم المسؤولية وعظم الخطر المحدق بنا في الداخل والخارج.

شهداء الواجب، هم أبطال حقيقيون نفخر بهم مثلما نفخر بأبطال الثغور، يتسابقون لحمايتنا ويسهرون لراحتنا، وفي المقابل علينا أيضا أن نكون ذلك الدرع الذي يصد عنهم شر الحاقدين بالتعاون معهم والخوف عليهم والحرص على سلامتهم من عبث العابثين والتبليغ الفوري عن كل حاقد يندس بيننا وعدم التهاون بأي شكل كان لأية محاولة غدر تريد النيل من وطننا ورجاله.

تحية تقدير لكل أبناء هذا الوطن المخلصين الذين استشهدوا في الساحات والأحياء وعلى الأرصفة والطرقات، تحية كلها فخر واعتزاز لمن حمى وطنا ورعى شعبا.

كلمات العرفان لن توفيكم حقكم، ولكن وعد منا أن دماءكم الطاهرة لن تذهب سدى ونيران الحرقة على فقدانكم لن تنطفئ إلا بالقبض على كل الحاقدين المندسين بيننا؛ لنكون يدا واحدة قيادة وشعبا لوطن لا يقبل المساومة ولشعب

لا مكان للخائن بينه.