محمد العقلا

أحفاد أبرهة الحبشي

السبت - 12 نوفمبر 2016

Sat - 12 Nov 2016

قبل أيام، أعاد المتمردون الحوثيون إلى الأذهان، بجريمتهم الشنعاء باستهداف مكة المكرمة البلد الحرام بصاروخ، ما أقدم عليه أبرهة الحبشي عندما قدم إلى مكة المكرمة من أجل هدم الكعبة الشريفة بغرض صرف الناس عنها، وتحويل أنظارهم إلى الكعبة التي بناها في اليمن، وقد سلط الله على هذا الجيش طيرا أبابيل رمتهم بحجارة من سجيل، وسمي ذلك العام بعام الفيل. ولم يتعظ هؤلاء المجرمون الحوثيون بما حصل لأبرهة وجيشه، وأقدموا على هذا العمل الإجرامي، ولكن الله سلم وحمى البلد الحرام، الذي تهوي إليه أفئدة المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها، بلطفه وفضلة ورحمته ثم بفضل يقظة أبناء الوطن البواسل من القوات المسلحة، حيث تم التصدي لهذا الصاروخ وإسقاطه.



والسؤال الذي يطرح نفسه إلى ماذا يهدف هؤلاء المجرمون بعد أن دمروا بلدهم وقتلوا أبناء شعبهم ونهبوا خيرات بلدهم، ومكنوا الصفويين الإرهابيين من الدخول إلى هذا البلد الذي أنهكته الحروب والصراعات وحولوه إلى بلد فقير بعد أن كان يمنا سعيدا، ولم يكتفوا بذلك بل تنكروا لجارتهم الكبرى المملكة العربية السعودية التي دعمت شعبهم والحكومات المتعاقبة، وأنقذت اقتصادهم من الانهيار طوال العقود الماضية عبر مجلس التنسيق السعودي اليمني، وأنفقت عشرات المليارات في أعمال الإعمار والتنمية، وفتحت حدودها لهم وعاملتهم معاملة السعوديين تقديرا منها لظروفهم وأحوالهم، وللأسف الشديد قوبلت هذه المواقف المشرفة من قبل هؤلاء الحوثيين القتلة وشريكهم المخلوع علي صالح بالجحود، حيث تنكر المخلوع لما قامت به المملكة وشقيقاتها في مجلس التعاون الخليجي من حفظ لماء وجهه بمنحه الحصانة، بعد تنحيه عن الحكم وقبلها علاجه بعد استهدافه من أعداء الأمس شركاء اليوم ولكنه اللؤم الذي لم يفارقه.



ورغم تعدد الجهود والمبادرات لإطفاء نار هذه الفتنة في اليمن وقبول الحكومة الشرعية جميع المبادرات الإقليمية والدولية، صم هؤلاء المجرمون آذانهم وواصلوا سياسة الاستفزاز والاستهداف لبلدهم وبلادنا الغالية، ووصل بهم الحال إلى تزوير الواقع وقلب الحقائق حتى ضاق بهم الجميع ذرعا، وفي مقدمتهم القنوات الفضائية التي عادة ما تستضيف ممثلين من الحكومة الشرعية في اليمن، وكذلك بعض الأطراف الذين يمثلون المتمردين الحوثيين، وتجد العجب العجاب وأنت تستمع للمغالطات من قبلهم بطريقة استفزازية تستخف بعقول الجميع، وفي مقدمتهم مقدمو البرامج.



ومهما يكن من أمر فإن استمرار هذا الوضع في ظل الصمت العالمي الذي يكشف بوضوح مؤامرة دولية تقودها بعض الدول الكبرى، تسعى من خلالها إلى استنزاف دول التحالف العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، ويجب على الجميع أن يدركوا أن هذه المؤامرة تم التخطيط لها منذ سنوات طويلة، بدأت مع سعي المملكة لجمع شمل الدول الإسلامية وتوحيد صفهم من خلال دعوة التضامن الإسلامي التي أطلقها المغفور له بإذن الله الملك فيصل بن عبدالعزيز، وآتت أكلها في ذلك الوقت، وأدت إلى قيام بعض الدول الآسيوية والأفريقية بقطع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، والتخطيط لحرب أكتوبر عام 1973 التي قادت العرب إلى تحقيق أول انتصار عسكري على إسرائيل، تم خلالها ولأول مرة استخدام النفط كسلاح فعال ومؤثر من خلال منع تصديره إلى الدول الداعمة لإسرائيل، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، وبعدها تم الإعداد والتنفيذ لهذه المؤامرة حيث بدأت بتدمير العراق وسوريا وليبيا والآن اليمن. ونسأل الله أن يرد كيد أعداء الأمتين العربية والإسلامية في نحورهم، وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل مؤامراتهم.



[email protected]