صالح العبدالرحمن التويجري

التدوير وأهميته الاقتصادية

الثلاثاء - 04 أكتوبر 2016

Tue - 04 Oct 2016

كثيرا ما نسمع بتدوير المخلفات أو النفايات أيا كان نوعها كالأطعمة والأوراق والزجاج والبلاستيك والأقمشة، ولا شك أن عملية التدوير طريقة اقتصادية ناجحة، والمقصود بالتدوير هو إعادة استخدام المخلفات لإنتاج منتجات أخرى أقل جودة من سابقتها لدرجة أنني سمعت أو قرأت أن بلدا يستورد المخلفات من دول أخرى ليقوم بتدويرها، ويدير بها ليس مئات الملايين بل المليارات، وهذا عامل اقتصادي مهم، غير أن تدوير النفايات في بلادنا حتى الآن لا يزال مفقودا اللهم إلا البعض اليسير منها كالكرتون والورق والأقمشة وجزء يسير من الأطعمة التي بدأت جمعيات خيرية بتولي جمعها وفرزها وتغليفها وتوزيعها على المحتاجين.



ولا شك أن لتدوير النفايات فوائد عدة تتمثل في حماية الموارد الطبيعية وتقليص النفايات وإيجاد فرص عمل، ويقلل من الطلب على المواد الخام، وأيضا يقلل من عمليه التخلص من النفايات عن طريق طمرها في المكبات أو حرقها، وبالتالي يساعد في تقليل التلوث والاحتباس الحراري. ويمكن تدوير بعض النفايات بدون إعادة تصنيعها كجمع بواقي الأغذية أو إعادة استخدام الملابس وكذا الكراتين ما دامت سليمة وهكذا.



الذي دفعني للكتابة عن هذا الموضوع هو أن مجموعة من الكراتين الفارغة كانت بجوار أحد المنازل المجاورة لمنزلي، وكنت بحاجة إلى عدد منها ولكن الشيء المؤسف أن عملية تفريغ تلك الكراتين من محتوياتها جعلتني أظن (وبعض الظن إثم) أن مستخدمها الأول يتصف بالحسد أو أنه لا يريد أن ينتفع بها غيره، فلم أجد فيها ما يصلح للاستخدام بسبب أن فتحها تم بطريقة عدوانية، أي قصها جميعا من العرض بسكين ورمي القصاصة فأصبحت عديمة الفائدة لا يمكن تدويرها، فأخذت اثنتين منها وصرت أنظر إليها بحسرة نظرا لتخريبها وعدم إمكانية الاستفادة منها، وكان الأولى أن تفتح برفق من الجهة التي أقفلت منها وكان قفلها بشريط لاصق يمكن إزالته برأس القلم دون استخدام مقص أو سكين علما أنه لو احتسب مستخدمها أو فكر أنه ربما يستفيد منها إنسان آخر، وفتحها بطريقة سليمة، أجزم أنه سيؤجر وبنفس الوقت سرني ما كتب عليها من قبل الشركة المصنعة، إذ كتبت عليها جملتان جميلتان بخط كبير هما: (هيا نعد استخدام هذا الكرتون)، وهي عبارة موجهة للمستفيد الأول بمعنى لا تفسد هذا الكرتون إن لم تكن بحاجته. والجملة الأخرى أجمل من سابقتها إذ تقول: (هيا ننقذ شجرة)، بمعنى أنها تحض على غرس الشجر ورعايته وحمايته من التلف من أجل حماية البيئة.



ختاما، من الواجب على الإنسان حينما يستغني عن مثل هذه الكراتين أو ما يماثلها بعد أخذ محتوياتها ألا يفسدها على الآخرين احتسابا للأجر وللتقليل من النفايات أو المخلفات.