عبدالله المزهر

الاستهبال العادل!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاحد - 25 سبتمبر 2016

Sun - 25 Sep 2016

يفترض منطقيا أن شركات الاتصالات تسبق بقية الشركات بخطوات كثيرة وواسعة في مجال التأقلم مع المستجدات التقنية، ويفترض أن تفكير هذه الشركات أكثر عصرية وانفتاحا على العالم بحكم أنها حلقة الوصل بين عملائها وبقية الكائنات الحية على هذا الكوكب.



لكن الافتراضات شيء والواقع شيء آخر تماما، ولعل أسوأ ما في هذا الواقع أن المبدأ الأساسي لدى هذه الشركات العملاقة الفاضلة هو أن العميل غبي، فهي تفترض ـ عبطا أو سذاجة ـ أن اضطرار هذا العميل المغلوب على أمره للتعامل مع هذه الشركات ـ العملاقة والفاضلة ـ يعني بالضرورة أنه لا يعلم بأساليب التحايل والتمويه والغرر في الإعلانات التي تترفع عنها حتى بقالة صغيرة في ناصية مهجورة.



والحقيقة أن شركاتنا الوطنية ـ العملاقة والفاضلة ـ حين تعمل خارج الحدود فإنها تحترم عملاءها هناك وتقدم لهم خدمات مميزة بأسعار ليست حتى في متناول أحلام العميل المحلي.



ربما لأن هذه الشركات تعلم يقينا أن هذا العميل لا يجد من يحميه ويقف إلى جوار مطالبه، فهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات تستمتع بالمشاهدة عن بعد، وتتدخل بحزم وشدة غريبين في حال وجدت أن شركة من هذه الشركات قد صبأت وقررت القيام بأمر في صالح المستهلك، أما حين يكون في الأمر ضرره فإنها ستكتفي ببيان تقول فيه إنها لا تعلم.



وعلى أي حال..



لعل لهذه الشركات وهيئتها أعذارا ونحن نلوم، فقد يكون ضمن رؤيتها أن تعيد الترابط بين أفراد المجتمع بعد أن فرقتهم وسائل التواصل واستخدام شبكة الانترنت، وربما أنها تريد أن تعزل المواطن وتبعده عن معرفة ما يدور في العالم من مشاكل وصراعات رحمة ورأفة به، فإن كانت هذه أهدافها فإنني أعتذر عن كل ما سبق؛ لأنها تسير في الطريق الصحيح.