وصايا الجد المتقاعد لحفيده المسؤول!

الجمعة - 16 سبتمبر 2016

Fri - 16 Sep 2016

التوجه الآن للرؤية والتحول الوطني إلى الاختيار بعناية ودقة للقيادات وفق الجدارة والكفاءة والتميز وليس كما السابق يتم الاختيار للقائد لمجرد أنه «يجيد القراءة والكتابة والتوقيع»، لكن عليك البدء أولا بوضع خطط لسياستك عن طريق لقاء كل الكادر في الجهة بإطلاعهم على برنامجك وسياستك، والتركيز على أن يضع كل قسم خططه وبرامجه مكتوبة مسبقا والتقيد بوقت تنفيذها.



اجعل همك وهدفك هو البناء والتطوير والشأن العام، لا تكثر من الاجتماعات المشتتة لك وللطاقم إلا للضرورة، فلسنا بحاجة إلى أكوام من التوصيات بقدر حاجتنا إلى أفكار قليلة خلاقة تنفذ فورا وقابلة للتطبيق.



لا تسمع كثيرا للمنظرين فأكثر كلامهم مضيعة للوقت وتزلف، وإدارة الظل لا تنجح غالبا، وكم ضاعت أمور بسبب التنظير الفارغ، لا تنجرف مع تيار الشللية والعلاقات الشخصية على حساب مصلحة العمل، فالإدارة ليست ملكا خاصا، فقد أضل من كان قبلكم تكريس العلاقات الخاصة بفلان وعلان، بل ضع الجميع في منزلة واحدة وكفة واحدة وتعامل واحد لا فرق بينهم إلا بالإنجاز والإخلاص والهمة والنتائج.



لا يغرك المادحون والمتملقون المبالغون، فكثيرا مما يقولون تمصلحا وتأثيره يكون سلبيا، شجع الكسولين والمقصرين في عملهم وأثن على الناجحين والمثابرين، فهناك أسباب بالتأكيد جعلتهم يتقاعسون فساعدهم على حلها وتجاوزها بالثقة والتشجيع والثناء والدافع المعنوي والنفسي، لا تجعل المتابعة على ورقة الحضور والانصراف هي شغلك الشاغل، بل إن المتابعة مشاركة لما يقدم كل موظف في عمله فكم من مواظب منتظم في الحضور والانصراف لا يعمل ولا ينفذ ما وكل إليه من مهام.



عزز الرقابة الذاتية لكل موظف، أصل مبدأ الشفافية والوضوح والمكاشفة في العمل وسماع النقد وإن كان غير هادف من باب التعاطي معه بثقة ووعي، كرس ثقافة الثواب العادل والعقاب المهني كل حسب عمله وأهميته وخطئه، اهتم بتطوير التقنية واستعمالها في مصلحة العمل وذلك بدعم كل موظف بكل ما يحتاجه من دورات وأجهزة تعينه على أداء عمله حتى يواكب التطور التقني الالكتروني.



اجعل باب مكتبك مفتوحا لاستقبال المراجعين وسماع مطالبهم، فالمراجع له حق في وقتك وعملك، شجع الإعلام الصادق لنشر الإنجازات وتشجيع المنسوبين على مواكبة العصر الرقمي، فالإعلام هو نقطة التقاء بين الجهة والمجتمع؛ وليس شرطا أن يكون استعراضا وتقريرا وتحسين صورة كي يشاهدها المسؤول الأعلى.



استعن بالزيارات المفاجئة بمفردك لكل قسم وكل جهة تابعة، ليس من باب التخويف والترهيب وإنما من باب المشاركة والترغيب، ابحث في حالة كل طالب وظيفة فكثيرا ظروفهم قاسية وتذهب الوظيفة لمن أحواله جيدة، من منطلق إنساني ومن باب العدل للمستحق للوظيفة فعلا، شجع على أن يكون كل موظف في مكانه الصحيح بتوزيع الموظفين بدقة حسب قدراته وتخصصه ورغبته.



كن حذرا من كثرة اللجان فغالبا ما عطلت وأفسدت اللجان أي عمل وأدخلته دهاليز البيروقراطية والتعقيد والتأخير.. تابع واشرف بنفسك على كل برنامج وفعالية حتى تكون في الصورة لا تنتظر الختام والتقرير النهائي، طبق المعايير الدقيقة في اختيار القيادات المساعدة لك وفق الجدارة والكفاءة والتفوق في العمل، وليس لأجل ولد عمي ونسيبي وكم ضاعت من جهود بسبب سوء اختيار القائد، أخيرا: توكل على الله.