حنان المرحبي

هل المدير الناجح بحاجة إلى تنمية وتطوير؟

الاحد - 28 أغسطس 2016

Sun - 28 Aug 2016

تخبر البروفيسورة Linda A. Hill والمدير Kent Lineback - اللذان كانا على اتصال بعدد كبير من المديرين من شتى أنحاء العالم خلال حياتهما المهنية - عن ملاحظة مثيرة للانتباه، وهي أن معظم المديرين الذين التقيا بهم، وكذلك الذين التقى بهم زملاؤهما لا يولون اهتماما بتطوير أنفسهم، ولكنهم يكتفون بالمستوى الذي يصله الواحد منهم في مرحلة عمرية ماضية، ويبقون عليه طوال مشوارهم المهني.



بحسب رأيهما، لكل منظمة أو منشأة طريقة خاصة في إنجاز المهام - تشمل سياساتها، وممارساتها العملية، وثقافتها التي قد تشجع على الإبداع أو قد تعمل على منع نشوء الخلاف.



وعند تعيين المدير الجديد، يبدأ مشواره بعقلية منفتحة متقبلة للتغيير، لأنه في هذه الفترة يكون بحاجة لتعلم الكثير ممن حوله ليستطيع أن يؤدي ما كلف به.



وهو حينما يدرك طريقة عمل المنشأة وسياساتها وثقافتها، يستخدم ما تعلمه في إدارة مسؤولياته لغرض تأدية المهام الموكلة إليه بأقل ما يمكن أن تعنيه كلمة إدارة.



قد لا يجد المدير ما يدفعه إلى تقييم ذاته وتعلم المزيد، فطالما أن الأمور تسير على ما يرام والمهام تنجز في وقتها وبالمستوى المحدد والمطلوب، فإنه لا يشعر بأي حاجة إلى ذلك، وقد لا يرى أي ضرورة لطرح سؤال كهذا على نفسه: من واحد (سيئ جدا) إلى عشرة (متميز جدا)، ما هو مستواي الحالي كمدير؟



سيظل الحال على ما هو عليه حتى يواجه مشكلة حقيقية تهدد صورته العظيمة التي يعرفها عن نفسه، ويعتقد أن الجميع يعرفها عنه.



وحتى عند ظهور المشكلات الصغيرة والتي قد تكون علامات أولية لمشكلات جوهرية وخطيرة أخذت طريقها في التكون، سيبقى الحال على ما هو عليه.



سيبدو التعامل مع تلك المشكلات الصغيرة أمرا سهلا وهينا، ولكن سرعان ما تنقلب الأحوال وتتحول المشكلات الصغيرة إلى معضلات يصعب السيطرة عليها.



الحاجة لتنمية المهارات والمعارف ستظل مستمرة في كل المناصب وبجميع المستويات الإدارية.



وقد تزداد أهمية تنمية المهارات والتعلم المستمر كلما ارتقى الموظف إلى المناصب الإدارية العليا، والسبب يكمن في أن المشكلات في المستويات القيادية أخطر لارتباطها بالاستراتيجية، وهذا النوع من المشكلات يهدد استقرار المنشأة وبقاءها.



الإدارة من دون رؤية واضحة (أو من دون تحديث مستمر للمعرفة المتعلقة بالظروف المحيطة والتحديات والمستقبل) سينتج عنها إجراءات وأساليب وسياسات تقود إلى إهدار الموارد والطاقات وتدمير الإبداع وتراجع الإنتاجية، وهذه الأخطاء جوهرية وخطرة.



والسبيل إلى الوقاية من هذه الأخطاء يبدأ من شخصية المدير أو المسؤول، ورغبته الصادقة في تبني عقلية منفتحة، متقبلة للتغيير، باحثة عن المعرفة والتعلم بشكل مستمر، ومن مختلف المصادر (من أصغر موظف أو زبون أو مورد، إلى أكثر المصادر العلمية حداثة وموثوقية)، وأيضا من دخول تجارب جديدة، والخروج قليلا من المحيط الآمن والمريح لاستكشاف الفرص والأساليب الحديثة في إنجاز المهام، بالإضافة إلى اللجوء إلى عمل تقييم وقياس للقدرات الشخصية بشكل دوري بهدف كشف جوانب القصور وسدها بالأدوات التي تلائم مشكلات الوقت الحاضر.



كل ذلك سيمكن المدير من بناء رؤية واضحة يمكن الاستناد إليها في توجيه وتخطيط وتنظيم الموارد والطاقات بالشكل الأمثل.



لا غنى لأحد منا عن التعلم المستمر، وبخاصة إذا كنا نشغل مراكز ذات تأثير استراتيجي.



[email protected]