عودة التكفير عبر انقلاب (تركيا)!!
الثلاثاء - 26 يوليو 2016
Tue - 26 Jul 2016
في مقالة متداولة عبر الواتس اب، منسوبة للكاتب عبداللطيف بن ناصر آل عبداللطيف، بحثت عنها للتأكد من نسبتها، فوجدتها منشورة باسم الكاتب في مدونة (justpaste.it) على الانترنت، ولا أعلم هل نشرها هو أم نشرها آخرون، وكذلك وجدتها في صحيفة (المقال) الالكترونية، والمقالة مسلسلة تحت عنوان (تأملات في الانقلاب التركي1).
افتتح الكاتب المقالة الأولى بحديث «بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا»، فللتو (فتح الله على الكاتب) وفهم الحديث الذي يحيره من زمن، فحين تأمل الثورة السورية والمصرية وأخيرا الانقلاب التركي (مدار التأملات) أنار الله بصيرته بأن كل مؤمن انحاز إلى النظام السوري، أو الثورة المصرية التي أطاحت بالإخوان المسلمين، أو القائمين بالانقلاب على إردوغان، فقد خسر إيمانه (للأسف) وأصبح كافرا لأنه ممن والى (من حاد الله ورسوله)، حتى لو انحاز (بتغريدة أو بتعليق في الفيس بوك أو برسالة واتس اب أو حديث في مجلس) أبدى فيها موقفا سلبيا من الإسلام السياسي، ولا أدري ماذا سيكتب في المقالات الأخرى في سلسلة (تأملاته)!!
حين يكتب رجل يتقدم اسمه (الشيخ) و(أستاذ العقيدة في جامعة الإمام سابقا) بلغة تكفير صريح للمؤمنين على أفكارهم وتوجهاتهم السياسية أو الحزبية، فإننا أمام معضلة كبرى بدأت تعود بعد أن ظنناها انتهت بأفول الحقبة التكفيرية، وقد صرح الرجل بأن كل من يناهض (الإسلام السياسي) ينطبق عليه الحديث، أي أنه أمسى مؤمنا وأصبح (كافرا)، لكنه لم يؤصل للمسألة، بل ساقها باعتبارها مقالة رأي عادية هدفها ترهيب الناس من إبداء آرائهم، ولم يبال بالمتلقين، ولا بمعاناة الوطن السابقة واللاحقة مع أرباب الفكر التكفيري الضال.
هذه المقالة أرسلها لي أحد الفضلاء، ردا على مقالتي: (أيها المرتدون إلى ظلمات الخرافة) التي تنتقد اندفاع بعض أبناء وطننا لتمجيد (إردوغان) والمبالغة في تمجيده إلى درجة مناداته بأمير المؤمنين والمناداة ببعث الخلافة العثمانية، وأظن صديقي أرسل المقالة خشية انطباق الحديث عليّ، فربما أصبح كافرا؛ لأن مقالتي نقدت مؤيدي الإسلام السياسي، فأنا لا تسعدني الانقلابات وانفلات الأمن في كل بلاد العالمين، لكن لا محالة من انطباق الحديث علي؛ لأنني لم أحتفل ولم أسم أحد أبنائي باسم إردوغان، ولم يساعدني منتصف شهر (شوال)!! على ذبح خروف احتفالا بفشل الانقلابيين.
مثل هذه المقالات اللا مسؤولة، في الظرف الراهن الذي نعاني فيه من أزمة المحيط المشتعل، وأزمة استهداف أمننا ومراهقينا، يجب ألا تمر دون تنبيه من هيئة كبار العلماء أولا، ثم من العقلاء وقادة الرأي، أما محاسبة أمثال هذا الكاتب المفتي في شؤون بالغة الحساسية فإني لا أملك الحق للمناداة بها، فأمرها إلى الجهات المختصة؛ لأني ببساطة أنادي بحرية الرأي، لكن ليست الحرية التي تغذي الفرقة، وربما تكون مآلاتها مزيدا من الدماء والضحايا.
إن كانت تلك المقالة، ليست مفتراة على الكاتب عبداللطيف، وإن كانت تلك الألقاب الشرعية والأكاديمية حقيقية للرجل، فإني أرجوه أن يراجع نفسه، وألا يسقط الأحاديث على تأملاته وميولاته الحزبية والنفسية، فربما لم تر البشرية بعد بعض الفتن المشبهة (بقطع الليل)، وإسقاطه لها دون أدلة وبراهين فيه حفز للبعض إلى تكفير الناس، وزيادة الصراع العقائدي بين أبناء مجتمعنا، فما يزال المتشددون يصنفون مخالفيهم بالليبرالي والعلماني والتغريبي وغيرها، لكنها على ما فيها أقل ضررا من (التكفير) الوارد في مقالته، حين عد كل مخالفي الإخوان وإردوغان (كفارا)، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!!
[email protected]
افتتح الكاتب المقالة الأولى بحديث «بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا»، فللتو (فتح الله على الكاتب) وفهم الحديث الذي يحيره من زمن، فحين تأمل الثورة السورية والمصرية وأخيرا الانقلاب التركي (مدار التأملات) أنار الله بصيرته بأن كل مؤمن انحاز إلى النظام السوري، أو الثورة المصرية التي أطاحت بالإخوان المسلمين، أو القائمين بالانقلاب على إردوغان، فقد خسر إيمانه (للأسف) وأصبح كافرا لأنه ممن والى (من حاد الله ورسوله)، حتى لو انحاز (بتغريدة أو بتعليق في الفيس بوك أو برسالة واتس اب أو حديث في مجلس) أبدى فيها موقفا سلبيا من الإسلام السياسي، ولا أدري ماذا سيكتب في المقالات الأخرى في سلسلة (تأملاته)!!
حين يكتب رجل يتقدم اسمه (الشيخ) و(أستاذ العقيدة في جامعة الإمام سابقا) بلغة تكفير صريح للمؤمنين على أفكارهم وتوجهاتهم السياسية أو الحزبية، فإننا أمام معضلة كبرى بدأت تعود بعد أن ظنناها انتهت بأفول الحقبة التكفيرية، وقد صرح الرجل بأن كل من يناهض (الإسلام السياسي) ينطبق عليه الحديث، أي أنه أمسى مؤمنا وأصبح (كافرا)، لكنه لم يؤصل للمسألة، بل ساقها باعتبارها مقالة رأي عادية هدفها ترهيب الناس من إبداء آرائهم، ولم يبال بالمتلقين، ولا بمعاناة الوطن السابقة واللاحقة مع أرباب الفكر التكفيري الضال.
هذه المقالة أرسلها لي أحد الفضلاء، ردا على مقالتي: (أيها المرتدون إلى ظلمات الخرافة) التي تنتقد اندفاع بعض أبناء وطننا لتمجيد (إردوغان) والمبالغة في تمجيده إلى درجة مناداته بأمير المؤمنين والمناداة ببعث الخلافة العثمانية، وأظن صديقي أرسل المقالة خشية انطباق الحديث عليّ، فربما أصبح كافرا؛ لأن مقالتي نقدت مؤيدي الإسلام السياسي، فأنا لا تسعدني الانقلابات وانفلات الأمن في كل بلاد العالمين، لكن لا محالة من انطباق الحديث علي؛ لأنني لم أحتفل ولم أسم أحد أبنائي باسم إردوغان، ولم يساعدني منتصف شهر (شوال)!! على ذبح خروف احتفالا بفشل الانقلابيين.
مثل هذه المقالات اللا مسؤولة، في الظرف الراهن الذي نعاني فيه من أزمة المحيط المشتعل، وأزمة استهداف أمننا ومراهقينا، يجب ألا تمر دون تنبيه من هيئة كبار العلماء أولا، ثم من العقلاء وقادة الرأي، أما محاسبة أمثال هذا الكاتب المفتي في شؤون بالغة الحساسية فإني لا أملك الحق للمناداة بها، فأمرها إلى الجهات المختصة؛ لأني ببساطة أنادي بحرية الرأي، لكن ليست الحرية التي تغذي الفرقة، وربما تكون مآلاتها مزيدا من الدماء والضحايا.
إن كانت تلك المقالة، ليست مفتراة على الكاتب عبداللطيف، وإن كانت تلك الألقاب الشرعية والأكاديمية حقيقية للرجل، فإني أرجوه أن يراجع نفسه، وألا يسقط الأحاديث على تأملاته وميولاته الحزبية والنفسية، فربما لم تر البشرية بعد بعض الفتن المشبهة (بقطع الليل)، وإسقاطه لها دون أدلة وبراهين فيه حفز للبعض إلى تكفير الناس، وزيادة الصراع العقائدي بين أبناء مجتمعنا، فما يزال المتشددون يصنفون مخالفيهم بالليبرالي والعلماني والتغريبي وغيرها، لكنها على ما فيها أقل ضررا من (التكفير) الوارد في مقالته، حين عد كل مخالفي الإخوان وإردوغان (كفارا)، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!!
[email protected]