مخرجات أبحاثنا وابتكاراتنا

الجمعة - 08 يوليو 2016

Fri - 08 Jul 2016

الاقتصاد المعرفي اقتصاد مستدام يعتمد على مخرجات البحث العلمي والابتكار والمشاريع الريادية وتحويل هذه المخرجات إلى منتج حقيقي ذي بعد اقتصادي، وهو الثروة الحقيقية والمستدامة في الاقتصاديات الحديثة والتي تُبنى على المبتكرين والباحثين ورواد الأعمال.

تساؤلات كثيرة تحتاج إلى تفسيرات، أين مخرجات البحث العلمي والابتكارات في جامعاتنا؟! هل يثق المجتمع بمنتج يبتكر ويصبح ذا قيمة سوقية من رحم أبناء المجتمع الذي يعيش فيه، أم إن المجتمع يثق في المنتج المستورد؟!

المجتمع المستهلك لا يهمه من أين يكون مصدر ذلك المنتج، وأحيانا لا ينظر لجودة المنتج بقدر نظرته لسعر المنتج!. ابتكارات طلاب وطالبات الجامعات السعودية مهدرة واستثمارها أمر حتمي مع رؤية المملكة 2030، ولكن كيف لنا أن نجعل جامعاتنا ومراكز أبحاثنا تحول كل مخرجاتها إلى منتج حقيقي؟ وهل هذه مسؤولية المبتكر أو الباحث أو مسؤولية الجهات التي ينتمي إليها المبتكر أو الباحث؟.

النتاج العلمي من الأبحاث والابتكارات مصدر مهم وحيوي من مصادر تنوع الدخل ونهوض الأمم، فاليابان أمة تقدمت صناعيا وتكنولوجيا ومعرفيا، لأن الباحثين والمبتكرين فيها قدموا كل ما لديهم من أبحاث ومبتكرات، وأصبح نتاج ابتكارهم وبحثهم نراه في كل بيت، فالسيارة يابانية والغسالة يابانية والثلاجة يابانية وجودة السلع المنتجة مصدرها اليابان، بلد وضع نفسه في خارطة العالم واقتصاده من أقوى اقتصاديات العالم رغم أنه فقير بالثروات الطبيعية، العقول هي الثروة الحقيقية وليست الحقول! فالنفط رافد اقتصاد تقليدي سوف ينضب يوما ما! ولكن العقول لا تنضب إذا وجدت لها من يغذيها ويمكنها ويؤهلها ويستثمر مخرجاتها، ابتكارات طلابنا وطالباتنا في الجامعات السعودية بالمئات، كيف يمكن تحويل جزء منها فقط إلى منتجات حقيقية؟ الإجابة قد تكون في مجموعة من النقاط:

1. تبني فكرة المشروع الريادي وطرح الجوائز والمسابقات العلمية لمثل هذه المشاريع.

2. تجويد المشاريع لتصبح مشاريع لها مردود اقتصادي.

3. طرح المشاريع قبل البدء فيها على الجهات المستثمرة لتبني المشاريع الريادية والتي تحل مشكلات تقنية، صناعية، مجتمعية وغيرها.

4. عمل معارض لمخرجات الجامعات على مستوى الجامعات السعودية وحضور شركات ومستثمرين لاستثمار هذه المشاريع.

5. توجيه البحث العلمي ليصبح بحثا علميا تطبيقيا مع زيادة دعم الأبحاث العلمية النوعية ذات المخرجات التطبيقية.

6. دعم المبتكرين وتفعيل حاضنات الأعمال في الجامعات وإعطاء امتيازات للشركات المهتمة بالاحتضان لتشغيل حاضنات الأعمال والتقنية في الجامعات.

7. تفعيل دور شركات التقنية (شركة وادي الظهران وشركة وادي مكة وشركة الوادي المباركة وغيرها) في تطوير وتصنيع مبتكرات الطلاب ودعمها واستثمارها.

8. تخصيص ميزانيات للابتكار وريادة الأعمال بما يسمى . (Seed Funding)

9. فتح السوق للاستثمار الأجنبي لتبني الأفكار الابتكارية واختراعات طلاب الجامعات.

10. عمل شراكة حقيقية بين الشركات العملاقة (شركة أرامكو، سابك، ساسرف، بترو رابغ وغيرها) والجامعات لتوجيه مخرجات الجامعات ومشاريع الطلاب والبحث العلمي بما يتوافق مع متطلبات تلك الشركات.

11. تهيئة بيئة عمل في المدن الصناعية لتبني الأفكار والمشاريع الريادية وتحويل المدن الصناعية إلى ورش عمل لتصنيع مخرجات الجامعات من مشاريع الطلاب ومخرجات الأبحاث.

12. إعطاء امتيازات للمنتجات المحلية في مجال التكنولوجيا وتقنية المعلومات على غيرها لتكون منافساً في السوق المحلية وتسويقها عالميا.